ورغم موقع مومباسا الجغرافي الهام ، الا انها لا تزال فقيرة تشبه كثيرا المدن الأفريقية في بؤسها وتدني خدماتها. لكن االطبيعة وهبتها بجمال خلاب ومناخ كانا سببين أساسيين في لفت أنظار المستعمرين إليها على مدى العصور . وبعد و ما ان حصلت البلاد و المدينة على استقلاليتها حتى صارت هذة الطبيعة المميزة مصدرا أساسيا للدخل، إذ يزور البلاد نحو 800 ألف سائح في العام ويبلغ إجمالي عائدات السياحة نحو 600 مليون دولار سنويا.
أدى هذا التدفق السياحي الى ان تنشأ حولها منتجعات سياحية ضخمة وحديثة تستفيد من الطبيعة الخلابة ومن شواطئ ومياه المحيط الهندي الدافئة، فضلا عن قربها الشديد من أشهر محميات الحيوانات الكبيرة في سهول السافانا الأفريقية مثل «سافو» الغربية و«سافو» الشرقية.. وهما محميتان ضخمتان تعيش فيهما حيوانات الغاب المفترسة على طبيعتها. ومن تلك المحميات تستطيع رؤية جبل «كليمنغارو» ذا القمة البيضاء المغطاة بالثلوج نظرا الى أنه أعلى جبل في أفريقيا، بينما طقس إستوائي يحيط بأسفله. ولمدينة ممباسا طابع عربي شديد العراقة ، فقد تأسست المدينة على يد العرب في القرن العاشر الميلادي مع وفود نشر الدعوة الاسلامية في القارة السوداء ، و قد ظلت لهؤلاء كامل الهيمنة على المدينة و جاراتها بالتناوب مع البرتغالين و البرطانيين حتى القرن الماضي ، و طوال تلك السنون ظل الصراع بين تلك القوى مستمرا بهدف السيطرة على حركة الملاحة البحرية والتجارة في المحيط الهندي.
يعيش في ممباسا الان اكثر من نصف مليون نسمة ، يشكل الأفارقة الأصليين النسبة الأعلى منهم بالإضافة الى مجموعة كبيرة من المهجّنين بين الدم الأفريقي والعربي. كما تعيش في المدينة أيضا جالية عربية (عُمانية الأصل)، وأخرى آسيوية حضرت للاستقرار والعمل في مومباسا منذ مطلع القرن العشرين عندما أراد البريطانيون إنشاء خطٍ للسكك الحديدية يمتد من المحيط الهندي و ينتهي عند بحيرة فكتوريا. فقد كانت الفكرة ربط المحيط الهندي بالنيل الذي يرتبط بدوره بالبحر الأبيض المتوسط ، و اذا كان هؤلاء قد استوطنوا المدينة منذ قرن من الزمان فإن جاليات عربية كثيرة مثل اليمنية و العراقية قد اختارت ممباسا مكاناُ للاستقرار و حط الرحال ، يشجع على ذلك بساطة الحياة و عدم التعقيد في مستلزمات المعيشة ، اضف الى ذلك انتشار الاسلام بقوة متمثلة في المساجد المتناثرة على انحاء المدينة التي تمثل رمزا حقيقا للتعايش بين الاديان و الطوائف. ومن الملامح العربية الإسلامية أيضا في المدينة الزي العُماني الخليجي للمرأة (اللباس الأسود وغطاء الرأس). كما أن عمران المدينة، خصوصا المدينة القديمة، يشبه العمران العُماني الى درجة كبيرة.
يتحدث أغلب سكان المدينة و كينيا و من حولها من البلاد اللغة (السواحيلية) و هي خليطٌ من اللغة العربية واللغات الأفريقية ، بل ان السواحلية الآن إحدى أكبر وأهم اللغات الأفريقية. ومن اسم اللغة نفسها يتبين لنا أن التأثير العربي فيها هائلٌ، فهي في الواقع خليط بين اللغة العربية واللغات المحلية، خصوصا «البانتيو»، ويكاد يكون لا أثر فيها للغة البرتغالية
تاريخ المدينة
أسس المدينة التجار والبحارة العرب في أواخر القرن التاسع الميلادي، و قد زارها الرحالة المعروف ابن بطوطة في عام 1330، كما زارها أيضا المستكشف البرتغالي فاسكو دي جاما في عام 1498. وفي عام 1840 ـ وبعد أن انتقلت المدينة من أيدي البرتغاليين الى العرب وبالعكس عدة مرات ـ خضعت المدينة الى سيطرة سلطان زنجبار العماني الأصل ثم سيطر عليها البريطانيون في عام 1895، ثم أصبحت عاصمة المحمية البريطانية لشرق أفريقيا في عام 1907 ، ومنذ بداية القرن العاشر الميلادي أسس العرب العمانيون بجانب مومباسا عددا من المدن والموانئ الصغيرة على المحيط الهندي، خصوصا في كينيا وتنزانيا، بحيث اصبحوا يسيطرون على حركة التجارة في المحيط الهندي. ولكن منذ أن اكتشف دي جاما الطريق البحري الى الهند عبر المرور برأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا والوصول الى مومباسا من الجنوب، حاول البرتغاليون على مدى قرن السيطرة على مدن زنجبار التي أنشأها العرب، وبالتالي السيطرة على التجارة في المحيط. وبالفعل طوال القرن السادس عشر وحتى بداية السابع عشر نجح البرتغاليون في تحقيق ذلك دون منازعة كبيرة. واليوم ـ بالإضافة الى دخل السياحة واستخدام الميناء ـ فإن مومباسا تحتوي على مصافٍ لتكرير النفط الخام ومصانع متطورة للسكر.
-------------------------------------------------------------------------
جبل كينيا ثانى اكبر جبال افريقيا ارتفاعا بعد جبال كليمنجارو
أدى هذا التدفق السياحي الى ان تنشأ حولها منتجعات سياحية ضخمة وحديثة تستفيد من الطبيعة الخلابة ومن شواطئ ومياه المحيط الهندي الدافئة، فضلا عن قربها الشديد من أشهر محميات الحيوانات الكبيرة في سهول السافانا الأفريقية مثل «سافو» الغربية و«سافو» الشرقية.. وهما محميتان ضخمتان تعيش فيهما حيوانات الغاب المفترسة على طبيعتها. ومن تلك المحميات تستطيع رؤية جبل «كليمنغارو» ذا القمة البيضاء المغطاة بالثلوج نظرا الى أنه أعلى جبل في أفريقيا، بينما طقس إستوائي يحيط بأسفله. ولمدينة ممباسا طابع عربي شديد العراقة ، فقد تأسست المدينة على يد العرب في القرن العاشر الميلادي مع وفود نشر الدعوة الاسلامية في القارة السوداء ، و قد ظلت لهؤلاء كامل الهيمنة على المدينة و جاراتها بالتناوب مع البرتغالين و البرطانيين حتى القرن الماضي ، و طوال تلك السنون ظل الصراع بين تلك القوى مستمرا بهدف السيطرة على حركة الملاحة البحرية والتجارة في المحيط الهندي.
يعيش في ممباسا الان اكثر من نصف مليون نسمة ، يشكل الأفارقة الأصليين النسبة الأعلى منهم بالإضافة الى مجموعة كبيرة من المهجّنين بين الدم الأفريقي والعربي. كما تعيش في المدينة أيضا جالية عربية (عُمانية الأصل)، وأخرى آسيوية حضرت للاستقرار والعمل في مومباسا منذ مطلع القرن العشرين عندما أراد البريطانيون إنشاء خطٍ للسكك الحديدية يمتد من المحيط الهندي و ينتهي عند بحيرة فكتوريا. فقد كانت الفكرة ربط المحيط الهندي بالنيل الذي يرتبط بدوره بالبحر الأبيض المتوسط ، و اذا كان هؤلاء قد استوطنوا المدينة منذ قرن من الزمان فإن جاليات عربية كثيرة مثل اليمنية و العراقية قد اختارت ممباسا مكاناُ للاستقرار و حط الرحال ، يشجع على ذلك بساطة الحياة و عدم التعقيد في مستلزمات المعيشة ، اضف الى ذلك انتشار الاسلام بقوة متمثلة في المساجد المتناثرة على انحاء المدينة التي تمثل رمزا حقيقا للتعايش بين الاديان و الطوائف. ومن الملامح العربية الإسلامية أيضا في المدينة الزي العُماني الخليجي للمرأة (اللباس الأسود وغطاء الرأس). كما أن عمران المدينة، خصوصا المدينة القديمة، يشبه العمران العُماني الى درجة كبيرة.
يتحدث أغلب سكان المدينة و كينيا و من حولها من البلاد اللغة (السواحيلية) و هي خليطٌ من اللغة العربية واللغات الأفريقية ، بل ان السواحلية الآن إحدى أكبر وأهم اللغات الأفريقية. ومن اسم اللغة نفسها يتبين لنا أن التأثير العربي فيها هائلٌ، فهي في الواقع خليط بين اللغة العربية واللغات المحلية، خصوصا «البانتيو»، ويكاد يكون لا أثر فيها للغة البرتغالية
تاريخ المدينة
أسس المدينة التجار والبحارة العرب في أواخر القرن التاسع الميلادي، و قد زارها الرحالة المعروف ابن بطوطة في عام 1330، كما زارها أيضا المستكشف البرتغالي فاسكو دي جاما في عام 1498. وفي عام 1840 ـ وبعد أن انتقلت المدينة من أيدي البرتغاليين الى العرب وبالعكس عدة مرات ـ خضعت المدينة الى سيطرة سلطان زنجبار العماني الأصل ثم سيطر عليها البريطانيون في عام 1895، ثم أصبحت عاصمة المحمية البريطانية لشرق أفريقيا في عام 1907 ، ومنذ بداية القرن العاشر الميلادي أسس العرب العمانيون بجانب مومباسا عددا من المدن والموانئ الصغيرة على المحيط الهندي، خصوصا في كينيا وتنزانيا، بحيث اصبحوا يسيطرون على حركة التجارة في المحيط الهندي. ولكن منذ أن اكتشف دي جاما الطريق البحري الى الهند عبر المرور برأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا والوصول الى مومباسا من الجنوب، حاول البرتغاليون على مدى قرن السيطرة على مدن زنجبار التي أنشأها العرب، وبالتالي السيطرة على التجارة في المحيط. وبالفعل طوال القرن السادس عشر وحتى بداية السابع عشر نجح البرتغاليون في تحقيق ذلك دون منازعة كبيرة. واليوم ـ بالإضافة الى دخل السياحة واستخدام الميناء ـ فإن مومباسا تحتوي على مصافٍ لتكرير النفط الخام ومصانع متطورة للسكر.
-------------------------------------------------------------------------
جبل كينيا ثانى اكبر جبال افريقيا ارتفاعا بعد جبال كليمنجارو