نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


مغارات "مراح سلامة"بالأردن.. عبق التاريخ وهندسة الحاضر





مادبا /
من هالمراح ما في رواح" عبارة كان يستخدمها بدو العرب؛ للدلالة على شدة إعجابهم بمكان إقامتهم واتساعه، ومن ذلك ارتسم الهدف المراد للأردني جورج حدادين


(69 عاما)، أكمل دراسة الماجستير بتخصص الجيوفيزياء من ألمانيا عام 1979، ونظرا للطبيعة الجغرافية التي تتمتع بها منطقته في محافظة مادبا (33 كم جنوب غرب العاصمة عمان)، قرر أن يكون له دور في استعادة التاريخ والكشف عن كنز يعود لأزمان مضت، وحضارات اندثرت.


. ـ 5 مغارات تعود إلى 27 ألف عام، وتعد بمثابة تجمع لعدد من الحضارات داخل مكان واحد لا تتعدى مساحته 850 مترا مربعا ـ مستوى التنسيق والترتيب داخل المكان لا يوحي بأنه مجموعة مغارات قديمة محفورة في عمق الصخر، وإنما بناء حديث مبني بأيدي ماهرة البداية كانت عام 2008، عندما بدأ حدادين بالحفر والتنقيب عن مغارة في ساحة منزل العائلة، واستمر بذلك إلى 2018، ليُظهر معالم مجموعة من المغارات، التي تعود للحقبة الوسطى، وبعضها للعصر الحجري (قبل 10 آلاف عام) وبعضها إلى أكثر من ذلك، حيث تعد تلك المغارات بمثابة تجمع لعدة حضارات. وبعد محاولات باءت بالفشل لتحويل المكان إلى متحف وطني، اختار حدادين، وفق ما قاله للأناضول، أن يحول المكان إلى معلم يقدم فيه الطعام والشراب، للزوار من داخل المملكة وخارجها، أطلق عليه "مراح سلامة"، ليحمل اسم والده. تأسر جمالية المكان وطريقة تنظيمه أنظار زواره، فمستوى التنسيق والترتيب داخله لا يوحي بأنه مجموعة من المغارات القديمة، محفورة في عمق الصخر، وإنما بناء حديث مبني بأيدي ماهرة. وحرصا منه على صون تاريخ الصخور وحضارتها، غطى حدادين الأرضيات بزجاج السكريت الصلب، ليعطي لزائر المكان إمكانية الاطلاع على طريقة نحته وبنائه. ويصف حدادين المكان بقوله: "إنه فعل الزمان في المكان، فإحدى المغارات التي تعود للعصر الطباشيري كانت بركة للسباحة قبل 3200 عام، وإلى جانبها معبد للإله بعل، إله الخصب والمطر في الحضارة المؤابية، يجاوره شلال توقف عن الدفق قبل 10 آلاف عام". وبحسب حدادين، فإن مساحة المغارات الخمس التي يحتويها المكان تبلغ 850 مترا مربعا، مشيرا إلى أنه يحلم بإعادة تأهيل المنطقة بالكامل، والتي يطلق عليها حارة المغر؛ لاسترجاع الحضارة القديمة. ويضيف للأناضول: "المكان معلم حضاري يعود لـ 27 ألف عام، بدءا من معرفة النار ووصولا إلى زلزال ضرب المنطقة عام 745 ميلادية". ويتابع: "كل حضارة تركت أثرا، والمكان شاهد على ذلك، فالشواهد الحاضرة تعود للعصور المؤابية والزراعية والنبطية والغسانية وغيرها". ويعتبر حدادين أن "ثمة تجهيلا لثقافتنا وحضارتنا، نابعا من العقدة الجيوسياسية للأردن وللمنطقة ككل، فهناك إصرار على جعلها تابعة وليست مستقلة". وعن زوار المكان، يشير إلى أن "السياح يأتون للمراح من كل مكان، وقد قدموا من أوروبا وأمريكا اللاتينية ومن الولايات المتحدة وإندونيسيا، ومجموعات تركية". ويردف: "أعتقد أن هذا المكان هو المعلم الوحيد الذي تدرجت فيه الحضارة لـ 27 ألف عام، ويشهد تراكما حضاريا بهذه الصورة؛ لأن معظم المواقع التاريخية لا تدل في العادة إلا على حضارة واحدة".

ليث الجنيدي / الأناضول
الخميس 19 غشت 2021