وأشار كراجاي إلى أن ما سماها بالحقبة السوداء في تاريخ هولندا تتشابه إلى حد ما مع حدث ضد اللاجئين السوريين في ألتنداغ، من حيث الأفعال العنصرية التي مارسها عدوانيون تذرّعوا بحجج واهية لشنّ هجومهم اللاإنساني على الأتراك كقولهم “أخذوا وظائفنا، وجعلوا شوارعنا قذرة وأحدثوا الضوضاء”، مضيفاً أن هذا هو بالضبط ما سمعناه في حي بطال غازي الذي يقطنه لاجئون سوريون.
وأوضح الكاتب التركي أن الأفعال الفردية لبعض الأشخاص لا يمكن تعميمها على باقي الجالية أو المهاجرين، كما فعل الهولنديون في عام 1972 بروتردام حيث قاموا بتكسير وتخريب المنازل والشركات التركية لمدة 7 أيام أمام أعين رجال الشرطة الذين غضوا الطرف عن تجمعات المهاجمين وجرائمهم العنصرية.
وألقى كراجاي اللوم على السياسيين المعارضين ووسائل الإعلام المحرضة في كلا البلدين متهماً إياهم بممارسة الضغط الشديد على اللاجئين واستفزازهم، مضيفاً أن الفرق بين ما حدث في أنقرة وما حدث في روتردام هو طريقة تعامل الشرطة مع الموضوع ففي حين سيطرت قوات الأمن التركي على الأحداث في أقل من 24 ساعة، قامت الشرطة الهولندية بالتساهل مع المخربين ما جعلهم يتمادون بعدوانهم ضد الأتراك لأكثر من أسبوع.
معارضة بلا أخلاق..
وأدان الكاتب التركي قيام بعض رؤساء البلديات في تركيا باتخاذ مواقف معادية للاجئين الأمر الذي انعكس عليهم بشكل سلبي، واصفاً ما قام به تانجو أوزجان رئيس بلدية بولو من رفع أسعار المياه بشكل كبير بالعنصري والسخيف ولا يمكن أن يقوم به سوى طفل في العاشرة من عمره، على حد قوله.
وطالب كراجاي المعارضة التركية والأشخاص المنزعجين من وجود اللاجئين السوريين التحلي بالصبر والالتزام بالقيم الإنسانية والأخلاقية تجاههم، مضيفاً أن ما يجول في عقول هؤلاء الآن قد جال في عقول الهولنديين قبل 50 عاماً، وأنه لا يمكن الدفاع عن الأتراك والمطالبة بالعدالة لهم في البرلمان الهولندي وعلى شاشات التلفاز، في وقت تمارس فيه الأحزاب التركية المعارضة الممارسات العنصرية نفسها تجاه السوريين.
وختم الكاتب التركي مقاله محذراً من الإساءة إلى اللاجئين السوريين وإخافتهم كما حدث بهولندا فيما يسمى “أسبوع من الكراهية والعنف” الذي شنوه ضد المهاجرين الأتراك في السبعينيات من القرن الماضي، مؤكداً أن اللاجئين السوريين يعملون بجد ويدفعون الضرائب وهم قادرون أيضاً على الدفاع عن أنفسهم، لكن يجب على الجميع احترام القانون والتحلي بالإنسانية.
عيون المقالات
حلقة برباغندا إيران انتهت مدة صلاحيتها
26/11/2024
- د. منى فياض
الفرصة التي صنعناها في بروكسل
26/11/2024
- موفق نيربية
(هواجس إيران في سوريا: زحمة موفدين…)
24/11/2024
- محمد قواص
مستقبل لبنان بعهدة شيعته!
23/11/2024
- فارس خشان
هل تخشى إيران من الأسد أم عليه؟
23/11/2024
- ضياء عودة
المهمة الفاشلة لهوكستين
23/11/2024
- حازم الأمين
نظام الأسد وحرب النأي بالنفس عن الحرب
21/11/2024
- بكر صدقي
الأسد الحائر أمام الخيارات المُرّة
17/11/2024
- مالك داغستاني
العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب
17/11/2024
- العميد الركن مصطفى الشيخ
إنّه سلام ما بعده سلام!
17/11/2024
- سمير التقي
تعيينات ترامب تزلزل إيران ورسالة خامنئي للأسد تتعلق بالحرب التي لم تأتِ بعد
17/11/2024
- عقيل حسين
هذا التوجس التركي من اجتياح إسرائيلي لدمشق
16/11/2024
- عبد الجبار عكيدي
السوريات في الحياة الأوروبية والتجارب السياسية
15/11/2024
- ملك توما
هل دقّت ساعة النّوويّ الإيرانيّ؟
13/11/2024
- أمين قمورية
بشـار الأسـد بين علي عبدالله صـالـح وحسـن نصر الله
13/11/2024
- فراس علاوي
“وقف الحروب” اختبارٌ لترامب “المختلف”
13/11/2024
- عبد الوهاب بدرخان
( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )
13/11/2024
- عبد الباسط سيدا*
قنبلة “بهتشلي”.. ماذا يحدث مع الأكراد في تركيا؟
13/11/2024
- كمال أوزتورك
طرابلس "المضطهدة" بين زمنين
13/11/2024
- د.محيي الدين اللاذقاني
حين تمتحن سورية تلك النبوءات كلّّها
12/11/2024
- ايمن الشوفي
|
ما حدث مع السوريين بأنقرة عاشه أتراك في هولندا قبل 50 عاما
|
|
|