نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


في محبة الله... كتاب صوفي لدبلوماسي هولندي يقدم الوجه الآخر للإسلام السياسي




أمستردام - في محاولة أجنبية محايدة لتقديم الوجه المتسامح للاسلام أصدر الدبلوماسي الهولندي المتقاعد نيكولاس بيخمان كتابا مصورا حول الصوفية في المشرق العربي ومنطقة البلقان. ويصور بيخمان في الكتاب الجانب الروحي باعتباره الوجه المنسي للإسلام والمناقض للإسلام الأصولي الذي لا تركز على غيره وسائل الاعلام الغربية .


في محبة الله... كتاب صوفي لدبلوماسي هولندي يقدم الوجه الآخر للإسلام السياسي
رجال – وفي بعض الاحيان نساء- يرتدون ألبسة تقليدية، يؤلفون الموسيقى، ويرقصون في نشوة إلى درجة أنهم يغرسون المسامير الحديدية في جلودهم وهم في درجة عالية من التركيز، ويشربون كأسا من الشاي او يتناولون وجبة جماعية بعد جلسات الذكر.
وعندما تتصفح كتاب الصور الذي أصدره نيكولاس بيخمان( في محبة الله ) ، يشعر المرء بنوع من التطفل على مجالس خاصة ليست موضوعا تتفرج عليه عيون الغرباء. إلا أن الدبلوماسي الهولندي السابق يؤكد أنه كان من السهل جدا إقامة علاقة مع مختلف الجماعات الصوفية أو الاتصال بها في مصر وسوريا وبلاد البلقان وأنه لم يكن هناك أي حرج من توجيه عدسة الكاميرا إلى تفاصيل الصوفيين أثناء أداء طقوسهم.
نيكولاس بيخمان الذي درس درس اللغة العربية والإسلام في جامعة لايدن، تعرف على عالم الصوفية في سنوات الستينات عندما عمل دبلوماسيا في السفارة الهولندية في القاهرة.
ويقول بيخمان "كنت أسير ذات مرة في منعطف طريق وسط أزقة المدينة العتيقة في القاهرة وإذا بي أجد نفسي وسط مجموعة من رجال الصوفية يرقصون، وقد تأثرت منذ تلك اللحظة كثيرا برقة طباعهم وموسيقاهم العذبة الجميلة."
تعتبر الصوفية الوجه الاخر للإسلام، والصوفية الإسلامية شبيه بالتيارات الصوفية في مختلف الديانات الأخرى، فهم يؤكدون على الصلة الخاصة للفرد المؤمن بربه. ويرى المتصوف في الله أنه معشوقه الأول، ويحاول بمختلف الطقوس الصوفية أن بأن يجعل هذا الحب متبادلا بينه وبين الخالق وأن يتمكن من التقرب إليه أكثر.
أهم طقس في ذلك هو"الذكر" ويتضمن تريد واحد أو أكثر من أسماء الله الحسنى. وبالإضافة إلى هذا يستخدم الصوفيون أنماطا مختلفة من الموسيقى للوصول إلى ذلك الهدف، وفي الكثير من الأحيان يصلون إلى درجة الغفوة (الجذب) أثناء ممارستهم لطقوسهم.
ولا يعتبر بيخمان نفسه مسلما ولا عضوا في أي من المجموعات الصوفية، لكنه يرى نفسه معجبا جدا بطقوس الصوفيين. ويقول في هذا "موسيقاهم رائعة جدا، بالنسبة لي إنها ذلك النوع من الموسيقى الذي ينسيك كل ما يحيط بك، أشعر أن الطريقة التي يمارسون بها عباداتهم تناشدني من الداخل "إذا أردت محبة الله فهذه هي الطريق إليها."
بالنسبة للدبلوماسي بيخمان كانت حلقات الذكر الصوفية موضوعا مهما لفن التصوير، ففي الثمانينات عندما كان دبلوماسيا في السفارة الهولندية في القاهرة، شرع نيكولاس بيخمان في التقاط الصور الفوتوغرافية للطقوس الصوفية بداية في مصر ومن ثمة في دول عديدة أخرى. ومنذ ذلك الحين أصدر بيخمان عدة كتب مصورة حول هذا الموضوع.
ومن خلال كتابه الجديد، يحاول المؤلف أن يلفت انتباه القراء إلى الوجه المتسامح والمسالم للإسلام، والذي يبقى إلى حد الآن غير معروف بشكل واضح في الغرب.
"الصورة الطاغية للإسلام في الأعلام الغربي تهيمن عليه شريحة محدودة من المسلمين المتطرفين الذين لا يكفون عن إثارة الاضطراب والمشاكل."
لكن الصوفية الإسلامية تمثل نقيض الإسلام السياسي." حسب بيخمان.
ويضيف نيكولاس بيخمان قائلا " يعتمد الأصوليون المسلمون على القراءة الحرفية للنصوص، وهم يدعون أنهم يحتكرون الفهم الصحيح للحقيقة وأنهم يملكون الحق في فرضها على الآخرين، حتى ولو كان ذلك باستخدام العنف. أما الجماعات الصوفية فتعتمد على التسامح. ويعتقدون أن طرق الوصول إلى الله متعددة ومختلفة، وأنه لكل مؤمن الحق في اختيار الطريق التي تقربه من الله، وأنها علاقة شخصية بينه وبين الخالق لا يمكن لأي إنسان آخر أن يتدخل فيها."
ويشمل هذا النوع من التسامح الطوائف الأخرى من اليهود والمسيحيين وأتباع الديانات الأخرى، ويستشهد نيكولاس بيخمان بتجربته الشخصية في ذلك بالقول "طيلة هذه السنوات لم اشعر قط بأنني مرفوض وسطهم لأني غير مسلم ولم يحاول أي من المسلمين أن يدعوني لأن أعتنق الإسلام."
في عالم تنتشر فيه نوع من الإسلام يتسم بالعنف، فان المتصوفة المسلمون لا يحظون بالاهتمام الكافي.
ويرى بيخمان أنه علينا ألا بنبخس من مكانه وقيمة الصوفيين، ويقول عن ذلك "في دولة مثل مصر هناك نحو ستة ملايين من المصريين يتبعون الطرق الصوفية، وفي باكستان يعتبر نصف السكان من أتباع الطرق الصوفية، وبهذا العدد الكبير فان الصوفية في هذه المجتمعات تمثل معادلة سياسية لا يمكن الاستهانة بها."

وكالات - اذاعة هولندا
الاثنين 13 يوليوز 2009