كان الصندوق يحتوى ملف يضم 450 صورة والنيجاتيف الخاص بها، ظلت كامنة في مخبئها على مدار كل هذه العقود، وبقى محتواها سرا حتى بالنسبة لأسرة بيرون، إلى أن أميط اللثام أمام العيون غير المصدقة لماتياس منديز، عندما اتصلت به والدته ذات يوم هاتفيا ليزورها لكي تعطيه شيئا مهما.
بعد تجاوز المفاجأة وحالة التأثر العاطفي، قرر منديز أن هذه الصور التي لم تعرض من قبل والتي عثر عليها مؤخرا، ليست ملكه، بل يجب أن تنشر في كتاب. كانت هذه هي أفضل وسيلة لإبراز إنجاز جده "بينوتشو"، الذي ظل طوال سبع سنوات المصور الخاص بالرئيس الأرجنتيني خوان بيرون وإيفيتا دوارتي.
في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) قال منديز "كانت الصور والنيجاتيف جزءا من الأرشيف الشخصي الخاص بجدي، والذي ظل خلال الأيام السابقة على الانقلاب يحفظ هذه المادة، لأن حدسه أنذره أن الأيام القادمة ستكون صعبة للغاية على الدولة". ظل أرشيف فوسكو مخفيا طوال ثلاثين عاما في مدبغة شقيقه، ومنها انتقل إلى حيازة ابن شقيقه، العم منديز.
"عندما توفى عمي، قبل خمس سنوات، قررت أرملته أن تعطي كل المواد التي كانت تحت يدها إلى أمي، ورأت أمي أنه من الأفضل أن تعطيني إياها. هناك العديد من الصور التي رأيتها منشورة في بعض الصحف مئات المرات، دون أن أعرف أن جدي كان من التقطها"، أضاف منديز.
خلال الفترة بين 1948 و1955، كان فوسكو واحدا من 54 مصورا يعملون بإدارة الإعلام التابعة للحكومة، والمصور المفضل لدى بيرون وإيفيتا، اللذان أطلقا عليه "فوسكيتو" - تصغير فوسكو -، ومن ثم كان يرافقهما سواء في المناسبات الرسمية كما في غير الرسمية والعطلات. الصندوق المخبأ في المدبغة كان يحتوي على صورا لإيفيتا وهي تصفف شعرها، وهي في ثياب السهرة، وصور لبيرون وهو يداعب كلابه، وأخرى وهو يلقي خطابات رسمية للجماهير العريضة المحتشدة في ميدان مايو الشهير بالعاصمة بوينيس أيرس.
بعد سبعين عاما، فتح منديز الصندوق، وتأكد من أن غالبية الصور، ظلت بحالة جيدة، على الرغم من أن الصندوق لم يكن محفوظا في ظروف جيدة، وعلى الرغم من أن بعضها قد تضرر بسبب مرور الزمن، إلا أنه كان من السهل ترميمها لأن خامتها كانت جيدة.
بجانب عمله كمصور محترف، كان فوسكو يعمل مدرسا للأدب ومدير مدرسة. كان قد تخرج في الثلاثينيات في مدرسة ماريانو أكوستا الحكومية العامة. وترأس تحرير مجلة المدرسة، جنبا إلى جنب مع الأديب الأرجنتيني العظيم، خوليو كورتاثار، صاحب رواية "لعبة الحجلى"، وأحد أعلام حركة "الطفرة" التي ميزت تيار الواقعية السحرية في أدب أمريكا اللاتينية.
"كان جدي انسانا بسيطا ومتواضعا، لم أعرف مطلقا مدى المكانة التي كان قد وصل إليها في عصره. رأيت بعض صوره، إلا أنني لم أعرف شيئا عن طبيعة عمله"، يتابع منديز، ويشغل حاليا منصب المتحدث الرسمي لحاكمة إقليم بوينوس أيرس، ماريا إيوخينيا فيدال، واحدة من الناشطات السياسيات الأكثر طموحا في الأرجنتين، بحسب المحللين السياسيين، فضلا عن كونها مقربة من الرئيس ماوريثيو ماكري.
يتذكر منديز حينما كان طفلا أنه كان يقضى أوقاتا طويلة مع جده في الاستوديو الذي أقامه الجد بالمنزل. كان والديه قد حكيا له عن "بينوتشو" وكيف صور بيرون وإيفيتا، إلا أنه لم يعثر مطلقا على هذه الصورة لكي يصدق هذه القصة العائلية بالدليل القاطع.
عقب خلع بيرون من الحكم، أقيل فوسكو من عمله في إدارة الإعلام، ومن عمله كمدرس ومدير مدرسة، على الرغم من أنه استعاد لاحقا عمله بالتدريس. ولكن خلال سنوات الدكتاتورية الأولى، بلا عمل وبلا مورد رزق، اضطر فوسكو لبيع الكاميرا الخاصة به ليطعم أسرته.
وحينما أحيل للتقاعد، عمل بائعا لسيارات مستوردة، وبائع سيراميك، جنبا إلى جنب مع عمله كمصور إعلانات ومناسبات فنية.
بعد الانقلاب لم يلتق فوسكو وبيرون مرة أخرى، ولا حتى بعد عودته إلى البلاد أوائل السبعينيات عقب 18 عاما من النفي قضاها في إسبانيا، ليتولى فترة رئاسته الثالثة.
"استعاد بعض أصدقائه علاقتهم المقربة مع النظام الحاكم، إلا أنه لم يدل بدلوه في هذا المضمار"، أوضح منديز. بالرغم من ذلك، ظل الجميع يعرفون أن فوسكو كان من أنصار بيرون، على الرغم من أن والده أميركو، كان من مؤسسي الحزب الاشتراكي الأرجنتيني.
توفي الجد "بينوتشو" عام 1991. ويؤكد منديز أن ذكراه لم تفارقه ولو ليوم واحد طيلة حياته. "تعلمت قراءة الجريدة إلى جواره في منزله، وورثت عنه عشق الكتب، المجتمع يستحق أن يعرف من يكون"، يؤكد منديز. تجدر الإشارة إلى أن غالبية الصور التي لم تنشر من قبل، تم طبعها في كتاب بعنوان "فوسكو، مصور بيرون"، الصادر عن دار نشر أجيلار، وطرح مؤخرا في العاصمة بوينيس أيرس.
بعد تجاوز المفاجأة وحالة التأثر العاطفي، قرر منديز أن هذه الصور التي لم تعرض من قبل والتي عثر عليها مؤخرا، ليست ملكه، بل يجب أن تنشر في كتاب. كانت هذه هي أفضل وسيلة لإبراز إنجاز جده "بينوتشو"، الذي ظل طوال سبع سنوات المصور الخاص بالرئيس الأرجنتيني خوان بيرون وإيفيتا دوارتي.
في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) قال منديز "كانت الصور والنيجاتيف جزءا من الأرشيف الشخصي الخاص بجدي، والذي ظل خلال الأيام السابقة على الانقلاب يحفظ هذه المادة، لأن حدسه أنذره أن الأيام القادمة ستكون صعبة للغاية على الدولة". ظل أرشيف فوسكو مخفيا طوال ثلاثين عاما في مدبغة شقيقه، ومنها انتقل إلى حيازة ابن شقيقه، العم منديز.
"عندما توفى عمي، قبل خمس سنوات، قررت أرملته أن تعطي كل المواد التي كانت تحت يدها إلى أمي، ورأت أمي أنه من الأفضل أن تعطيني إياها. هناك العديد من الصور التي رأيتها منشورة في بعض الصحف مئات المرات، دون أن أعرف أن جدي كان من التقطها"، أضاف منديز.
خلال الفترة بين 1948 و1955، كان فوسكو واحدا من 54 مصورا يعملون بإدارة الإعلام التابعة للحكومة، والمصور المفضل لدى بيرون وإيفيتا، اللذان أطلقا عليه "فوسكيتو" - تصغير فوسكو -، ومن ثم كان يرافقهما سواء في المناسبات الرسمية كما في غير الرسمية والعطلات. الصندوق المخبأ في المدبغة كان يحتوي على صورا لإيفيتا وهي تصفف شعرها، وهي في ثياب السهرة، وصور لبيرون وهو يداعب كلابه، وأخرى وهو يلقي خطابات رسمية للجماهير العريضة المحتشدة في ميدان مايو الشهير بالعاصمة بوينيس أيرس.
بعد سبعين عاما، فتح منديز الصندوق، وتأكد من أن غالبية الصور، ظلت بحالة جيدة، على الرغم من أن الصندوق لم يكن محفوظا في ظروف جيدة، وعلى الرغم من أن بعضها قد تضرر بسبب مرور الزمن، إلا أنه كان من السهل ترميمها لأن خامتها كانت جيدة.
بجانب عمله كمصور محترف، كان فوسكو يعمل مدرسا للأدب ومدير مدرسة. كان قد تخرج في الثلاثينيات في مدرسة ماريانو أكوستا الحكومية العامة. وترأس تحرير مجلة المدرسة، جنبا إلى جنب مع الأديب الأرجنتيني العظيم، خوليو كورتاثار، صاحب رواية "لعبة الحجلى"، وأحد أعلام حركة "الطفرة" التي ميزت تيار الواقعية السحرية في أدب أمريكا اللاتينية.
"كان جدي انسانا بسيطا ومتواضعا، لم أعرف مطلقا مدى المكانة التي كان قد وصل إليها في عصره. رأيت بعض صوره، إلا أنني لم أعرف شيئا عن طبيعة عمله"، يتابع منديز، ويشغل حاليا منصب المتحدث الرسمي لحاكمة إقليم بوينوس أيرس، ماريا إيوخينيا فيدال، واحدة من الناشطات السياسيات الأكثر طموحا في الأرجنتين، بحسب المحللين السياسيين، فضلا عن كونها مقربة من الرئيس ماوريثيو ماكري.
يتذكر منديز حينما كان طفلا أنه كان يقضى أوقاتا طويلة مع جده في الاستوديو الذي أقامه الجد بالمنزل. كان والديه قد حكيا له عن "بينوتشو" وكيف صور بيرون وإيفيتا، إلا أنه لم يعثر مطلقا على هذه الصورة لكي يصدق هذه القصة العائلية بالدليل القاطع.
عقب خلع بيرون من الحكم، أقيل فوسكو من عمله في إدارة الإعلام، ومن عمله كمدرس ومدير مدرسة، على الرغم من أنه استعاد لاحقا عمله بالتدريس. ولكن خلال سنوات الدكتاتورية الأولى، بلا عمل وبلا مورد رزق، اضطر فوسكو لبيع الكاميرا الخاصة به ليطعم أسرته.
وحينما أحيل للتقاعد، عمل بائعا لسيارات مستوردة، وبائع سيراميك، جنبا إلى جنب مع عمله كمصور إعلانات ومناسبات فنية.
بعد الانقلاب لم يلتق فوسكو وبيرون مرة أخرى، ولا حتى بعد عودته إلى البلاد أوائل السبعينيات عقب 18 عاما من النفي قضاها في إسبانيا، ليتولى فترة رئاسته الثالثة.
"استعاد بعض أصدقائه علاقتهم المقربة مع النظام الحاكم، إلا أنه لم يدل بدلوه في هذا المضمار"، أوضح منديز. بالرغم من ذلك، ظل الجميع يعرفون أن فوسكو كان من أنصار بيرون، على الرغم من أن والده أميركو، كان من مؤسسي الحزب الاشتراكي الأرجنتيني.
توفي الجد "بينوتشو" عام 1991. ويؤكد منديز أن ذكراه لم تفارقه ولو ليوم واحد طيلة حياته. "تعلمت قراءة الجريدة إلى جواره في منزله، وورثت عنه عشق الكتب، المجتمع يستحق أن يعرف من يكون"، يؤكد منديز. تجدر الإشارة إلى أن غالبية الصور التي لم تنشر من قبل، تم طبعها في كتاب بعنوان "فوسكو، مصور بيرون"، الصادر عن دار نشر أجيلار، وطرح مؤخرا في العاصمة بوينيس أيرس.