نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


رخام مايكل أنجلو: "في غاية النقاء"، لكن مضر بالبيئة




كارارا (إيطاليا) - على مدى قرون يستخرج واحد من أغلى أنواع الرخام في العالم، النوع الذي يفضله أمثال يوليوس قيصر ومايكل انجلو وموسوليني، من جبال الألب بالقرب من كارارا، البلدة الواقعة في الزاوية الشمالية الغربية من إقليم توسكانا الإيطالي.


ويحلو للسكان المحليين القول عن منتجهم، الذي استخدمه مايكل انجلو لنحت تمثال "ديفيد" الشهير، إن "رخامنا ليس سوى ضوء تحول إلى حجر".

ويقول ألفيس لازاريسشي، أحد عمال المحجر الذي يقول إن عائلته تعمل في هذا المجال منذ فرارها من فلورنسا في عام 1470، "هناك أنواع أخرى جميلة من الرخام، ولكن رخام كارارا كلاسيكي .. إنه في غاية النقاء".

ويدير لازاريسشي، الذي يعتقد أن أسلافه غادروا فلورنسا بعد مشاركتهم في مؤامرة آل باتسي الفاشلة ضد عائلة ميديشي الحاكمة، واحدا من أقدم المحاجر المفتوحة والعاملة منذ القرن الأول الميلادي.

ومنذ ذلك الحين، تم استخدام رخام كارارا في بناء عمود تراجان الروماني القديم، والرواق في ساحة القديس بطرس، والتماثيل الموضوعة في كابيتول هيل في العاصمة الامريكية واشنطن، ومؤخرا في جامع الشيخ زايد الكبير في العاصمة الإماراتية أبوظبي ودار الأوبرا في أوسلو.

ويقول إريش لوشيتي، أحد كبار مصنعي الرخام المحليين، إن "رخام كارارا له محبون في جميع أنحاء العالم. نحن جيدون في بيع منتجاتنا، وحتى لو كانت هناك منافسة من الرخام الصيني أو الهندي، فإننا لا نعاني".

وتم استخراج ما يقرب من مليون طن من كتل الرخام العام الماضي من حوالي 80 محجرا، بما في ذلك 150 ألف طن من رخام "ستاتواريو" المتنوع ذي الجودة العالية، مما يوفر العمل لأكثر من 4400 شخص، وفقا لاتحاد عمال الرخام الإيطاليين (كونفيندوستريا).

ولكن، إحدى الصناعات المتخصصة الأكثر نجاحا في إيطاليا تتعرض حاليا لضغوط من أجل إصلاحها وتنظيفها، ولا سيما من رئيس بلدية، كان ناشطا بيئيا قبل أن يتم انتخابه بصورة مفاجئة في حزيران/يونيو الماضي.

ويقول فرانشيسكو دي باسكوالي، الذي خاض الانتخابات تحت راية حركة النجوم الخمسة المناهضة للمؤسسة الحاكمة، وأنهى أكثر من 60 عاما من الحكم اليساري في كارارا، ومطيحا بأسلافه الذين اعتبروا متساهلين للغاية في التعامل مع مشغلي المحجر، "لدينا الكثير لنقوم بتنظيمه" .

ويقول دي باسكوالي، خلال مقابلة هاتفية مع وكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) "إن مشكلتنا الكبيرة الآن هي ملايين الأطنان من التربة التي يتم التخلص منها" بشكل غير قانوني كنفايات من المحاجر، محذرا من أن تراكم هذه الأنقاض يزيد من خطر حدوث انهيارات ثلجية وطينية.

وفى عام 2003، تفاقم فيضان هائل أسفر عن مقتل شخص واحد بسبب الانقاض الرخامية القادمة من الجبال، وفقا لما ذكره رئيس البلدية.

ولم يتم إلقاء اللوم بطريقة مباشرة على عمليات استخراج الرخام في فيضانات أخرى في عام 2014، ولكن هذا الحدث زاد من خوف السكان المحليين من الكوارث الطبيعية. ويقول دي باسكوالي إن هذا "كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير".

ويدعم مخاوف رئيس البلدية، بحثا أجرته منظمة المحافظة على البيئة الايطالية غير الحكومية "ليجامبينتي"، التي تقدر أن العام الماضي شهد إلقاء ما يقرب من 600 ألف طن من التربة بشكل غير قانوني بالقرب من المحاجر، مقارنة بـ143 ألف طن في عام 2006 .

ووفقا لما ذكره الناشط المحلي في ليجامبينتي، جوسيب سانسونى، مفتش متقاعد عمل في وكالة بيئية إقليمية، فإن هناك أيضا مشكلة جسيمات تراب الرخام التي تتسلل وتلوث الينابيع المحلية.

ويقول سانسوني لـ(د.ب.أ) إن "ما يجب على المجلس القيام به هو إصدار أوامر بإبقاء المحاجر نظيفة" لمنع انتشار التراب والغبار. "ولسوء الحظ، ليس هناك ما يسمى بمحجر نظيف، إن الوضع هكذا دائما".

ويقول مشغلو المحاجر إن هذا الأمر سيكون "مستحيلا"، شاكين من "المعارضة الأيديولوجية" لصناعة يرون أنها منظمة تنظيما جيدا. ومن جانبه يقول لوشيتي "لقد حققنا بالفعل خطوات كبيرة" بشأن الحد من الآثار البيئية.

ويشعر لوشيتي بالفخر بشكل خاص حيال خطة تجريبية لإعادة تدوير الأنقاض الرخامية لتجديد الجبهات الشاطئية المتآكلة. ويمكن أيضا استخدام الأنقاض بخلاف ذلك في صناعة معاجين الأسنان ومنتجات التجميل أو المنتجات الكيميائية.

وعلاوة على جماعات الخضر، فإن مشغلي المحاجر يحاربون أيضا قانونا إقليميا يسعى إلى إلغاء مرسوما صدر في عام 1751 ويمنح العديد منهم حقوق الاستخراج الدائمة. حيث تود إدارة إقليم توسكان النظر في هذه الحقوق وجعلها متاحة في مناقصات عامة .

ويقول الكثيرون إن من شأن ذلك أن يمهد الطريق لاستحواذ الأجانب على صناعة الرخام. وتستحوذ عائلة زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن بالفعل على 50% من واحدة من أهم شركات صناعة الرخام، وهي مارمي كرارا، وفقا لما ذكره سكان محليون.

ويقول لازاريتشي "لقد تلقيت الكثير من العروض من الصينيين ... لست متأكدا من الفوائد التي سنحصل عليها من العولمة".

ومن جانبه يقول لوشيني "من الافضل للمجتمع المحلي أن تتم إدارة المحاجر من قبل السكان المحليين".

وعلى الجبال حيث يتم استخراج الرخام، اتفق العمال على ضرورة الحفاظ على التقاليد المحلية.

ويقول ميركو الذي يبلغ من العمر 42 عاما: "إنها مهمة صعبة، ونحن دائما معروضون للرخام، وهذا أمر خطير"، مشيرا إلى أن خمسة من زملائه فقدوا حياتهم أثناء العمل في 2014 .

ويضيف "لكنني آمل أن يسير ابني البالغ من العمر ستة أعوام على خطاي: إنها مسألة فخر عائلي".

د ب ا
الجمعة 1 ديسمبر 2017