نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


رأس المال الثوري العربي




منذ انطلاقة الثورات العربية قبل ثلاثة أعوام يراكم العرب رأس المال الثوري الجماعي لأول مرة في تاريخهم الحديث بحثا عن الحرية، مع عدم إغفال بعض الثورات العربية السابقة ضد الاستعمار في العالم العربي، إلا أن الفارق بين الثورة ضد الاستعمار والثورة ضد الاستعباد كبير، فالتمرد والقتال ضد محتل أجنبي أسهل بكثير من القتال ضد نظام حكم مستبد ظالم، ففي حين أن الثورة ضد المحتل عادة ما تحظى بـ"شبه إجماع" على الأقل، فإن الثورة ضد نظام حكم ظالم محلي تقسم المجتمع وقد تؤدي على حرب أهلية طويلة تأكل الأخضر واليابس، وهذا ما يجعل من ثورات الربيع العربي أكثر أهمية من الثورة على الاحتلال الأجنبي.


 
منذ ديسمبر 2010 يخوض العرب حربا شرسة ضد بنى ما بعد الحرب العالمية الثانية في العالم العربي، وهي البنى التي أنيطت مهمة إدارتها لأنظمة محلية، تبعا لترتيبات استعمارية سبقت سحب الوجود العسكري المسلح من المنطقة والإبقاء على الهيمنة السياسية والثقافية، ونجحت الثورة التونسية في الإطاحة بنظام الدكتاتور زين العابدين بن علي خلال 28 يوما، ونجح الشعب المصري في خلع الدكتاتور حسني مبارك في 18 يوما، وتمكن ثوار ليبيا من قتل معمر القذافي وإسقاط نظامه خلال 11 شهرا بعد معارك دامية ذهب ضحيتها 70 ألف ليبي، في حين فشلت الثورة في اليمن في الإطاحة بنظام علي صالح ونجحت السعودية بإحداث تبديل في الوجوه، ليحل نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي مكان الرئيس المبعد ضمن صفقة كبيرة ومغرية، في حين لا تزال الحرب الدامية التي يشنها نظام الأسد الإرهابي مستمرة على الشعب السوري وثواره حتى الآن، وقتل خلال 3 سنوات ما يقرب من 200 ألف إنسان في مجزرة ضمت سوريا إلى الجزائر والعراق من حيث الخسائر البشرية.
لم تنتصر الثورات حتى الآن بالمفهوم "التقني" لمعنى انتصار ثوري، الذي يعني تغيير النظام وشخوصه ومناهجه وإعلامه وقضائه ومؤسساته العسكرية وبناه التحتية وتفكيك "الدول العميقة" وجهازها البيروقراطي، وما جرى حتى الآن مجرد تغييرات قليلة القيمة من حيث النتائج، لأن جميع دول الربيع العربي لم تخرج من "الصندوق" ولم تبتعد عن أنماط التفكير السائدة لدى الأنظمة والأوضاع التي ثار الشعب ضدها.
ولكن رغم الفشل في إحداث "تغيرات جذرية" مطلوبة ثوريا، فإن النقطة الأكثر إضاءة في مجريات الأحداث في العالم العربي، خاصة دول الربيع العربي هي "مراكمة رأس المال الثوري" لدى الناس، وعدم قدرة الأنظمة القائمة على إخضاع الجماهير من جديد، وإدخالهم إلى بيت الطاعة، أو ترتيب الأوضاع على مقاس فئة حاكمة أو متحكمة أو دكتاتور، ويتضح هذا من ليبيا التي اضطرت فيها حكومة ما بعد الثورة إلى التفاوض مع مسلحين للسماح بتصدير النفط، مصدر الدخل الرئيسي في البلاد، وهذا تنازل من بنى الدولة التقليدية "للشعب المسلح" الذي يعبر عن آرائه بقوة السلاح ويفاوض عليها بالقوة، وهو ما لم تستطع أن تؤمنه "بنى الديمقراطية التقليدية" التي يكون فيها عدد الأصوات هو الحكم بين الأطراف المتصارعة سياسيا.
أما في سوريا فإن الشعب السوري يخوض ثورة هي الأعنف والأعظم في التاريخ العربي، وفشلت كل المؤامرات والترتيبات الإقليمية والعربية والدولية في "تفكيك الثورة" أو دفعها إلى الاندحار والانكفاء أو الخسارة، رغم استخدام سلاح "داعش" لتحطيم الثورة من الداخل، بعد فشل تحطيمها من الخارج، إلا أن الشعب مستمر بثورته رغم عدم وجود "أصدقاء" أو حلفاء.
--------------------
الشرق القطرية

سمير الحجاوي
الثلاثاء 15 أبريل 2014