الناقد عدنان مدانات
ويتذكر سميح عبد الله، السبعيني الذي عمل 44 عاما بلا كلل في السينما، بألم وحسرة ما أسماه "العصر الذهبي" لهذه الصالات.
ويقول عبد الله الذي بدأ عمله في السينما لاول مرة العام 1959 في سينما "البتراء" وسط عمان كمساعد مشغل افلام الى ان اصبح مديرا لسينما "فيلادلفيا" حتى اغلاقها العام 2003 بسبب ضعف الاقبال "كنا نعرض احدث الافلام وكان الناس يعشقون السينما الى حد كبير حتى كانت هناك ايام خاصة للعائلات. ومن شدة الاقبال والازدحام كانت هناك تذاكر تباع في السوق السوداء".
واضاف لوكالة فرانس برس "كانت المقاعد التي تتجاوز ال500 تمتلىء بالحضور في اجواء رائعة، والمشاهدون كانوا ينتظرون بولع وشغف بدء الفيلم، كانت السينما احد الطقوس الاجتماعية والعائلية المحببة للناس".
ولا يزال عبد الله حتى الان ورغم تقدمه في السن يحفظ عن ظهر قلب اسماء عشرات الافلام العربية وافلام رعاة البقر (الكاو بوي) الاميركية والافلام الهندية واسماء ممثليها التي كانت تعرض آنذاك.
لكن عبد الله ينظر بأسى الى حال السينما هذه الايام، ويقول "كل شيء تغير اليوم والافلام باتت تباع بأبخس الاثمان على الطرقات وباستطاعة المرء مشاهدتها وهو جالس على اريكة ومرتاح في منزله".
ورأى ان "ظهور الفضائيات واجهزة دي في دي والاقراص المدمجة لعبت دورا حاسما في انكماش دور السينما التي تراجع عملها ثم اغلقت ابواب معظمها بسبب خسائر خلفها ضعف الاقبال وقلة الواردات".
ومن نحو 45 صالة سينما معروفة في عمان، لم يبق اليوم سوى 5 صالات تعمل في اوضاع اقتصادية صعبة.
وتعرض معظم هذه الصالات افلام عنف واثارة آسيوية او مصرية قديمة في العاصمة التي يتجاوز عدد سكانها 2,6 مليون نسمة.
ويشاطر علي راغب (53 عاما) الذي يعمل مشغل افلام في سينما "فلسطين" في شارع بسمان وسط عمان منذ 29 عاما زميله عبدالله الرأي، ويؤكد ان "كل شيء اختلف في الوقت الحاضر".
ويضيف وهو يهم بتشغيل فيلم "ذي بيغ بوس" لبروس لي الذي انتج في سبعينات القرن الماضي "كنا نفتخر باننا نعمل في هذا المجال، الناس كانت تحترمنا، اما اليوم فلم نعد نحظى بذلك الاحترام والتقدير".
ويستذكر راغب الذي لا تزال جدران صالته تمتلىء بملصقات الافلام التي كانت تعرضها واغلبها هندية واميركية "ايام زمان كان الناس يقفون في طابور طويل على امل الحصول على تذكرة دخول واحدة، حين كانت السينمات في اوج عطائها تعرض افلاما جميلة وممتعة حتى ساعة متأخرة من الليل".
وتابع وهو جالس في غرفته حيث تكدست عشرات الافلام التي غطاها الغبار "كانت المقاعد ودرجات واسعار التذاكر تختلف من درجة الى اخرى، اما اليوم فقد تغيرت الحال ولم يعد يأتينا سوى 25 الى 30 شخصا في صالة تتسع لاكثر من 500 شخص، اما الدخل فحدث ولا حرج".
من جانبه، يقول محمد، وهو مهندس في الخمسينات من العمر كان ينظر بحسرة الى ملصق اعلاني قديم لفيلم هندي انتج في ثمانينات القرن الماضي، وعلق على باب السينما "كم كان بودي احضر احد هذه الافلام اليوم".
ويتابع "اتذكر في الثمانينات كيف كنت اقف في طابور طويل كي اقطع التذاكر في هذه السينما لاشاهد هذا الفيلم ذاته".
وخلص الى ان "الحياة تعقدت واصبح هم المواطن الوحيد البحث عن مصدر لرزقه والسينما اصبحت شيئا من الماضي".
ويقول مواطن آخر "لقد كنت اتجول بين دور السينما بحثا عن افلام جديدة، اما اليوم فلا اجد متسعا من الوقت كي اشاهد فيلما على شاشة التلفاز في منزلي"، قبل ان يتابع "الحياة تغيرت وتغير كل شيء معها".
واوضح انه يتذكر انه ارتاد صالة السينما مع رفاقه لاخر مرة منذ اكثر من عشرين عاما.
وبحسب الناقد السينمائي الاردني عدنان مدانات، فان "سبب ما آلت اليه اوضاع صالات السينما تلك هم الموزعون الذين لم يواكبوا تطورات الزمن وظلوا بنفس العقلية القديمة معتمدين ومراهنين على جمهور درجة ثالثة يبحث عن افلام درجة ثالثة من مغامرات واثارة وعري وما شابه".
واضاف لوكالة فرانس برس ان "هذا الجمهور صار عنده بدائل اسهل وارخص في اجهزة الفي اتش اس ثم ال سي ديثم ال دي في دي وما كان يبحث عنه في السينما صار بامكانه الحصول عليه بسعر ارخص في حين لم يجد اصحاب السينمات بدائل اخرى ظلوا في جمود حتى تجاوزهم الزمن".
واوضح ان صالات السينما بقيت على قدمها "واستهلكت مع السنين"، وصارت تكلفة صيانتها مرتفعة اليوم.
في مقابل ذلك، ظهرت في الاونة الاخيرة دور سينما داخل المراكز التجارية الضخمة في محاولة لجذب الجمهور الذي تستقطب الافلام الحديثة عنصر الشباب منه على وجه الخصوص.
ويؤكد مدانات ان هذه الصالات التي لا تعتمد المفروشات الفخمة "وتضم من 100 الى 150 مقعدا نجحت في استقطاب الشباب المقتدرين ماديا وباتت تمثل نمطا جديدا اصبح شائعا في العالم".
ويقول عبد الله الذي بدأ عمله في السينما لاول مرة العام 1959 في سينما "البتراء" وسط عمان كمساعد مشغل افلام الى ان اصبح مديرا لسينما "فيلادلفيا" حتى اغلاقها العام 2003 بسبب ضعف الاقبال "كنا نعرض احدث الافلام وكان الناس يعشقون السينما الى حد كبير حتى كانت هناك ايام خاصة للعائلات. ومن شدة الاقبال والازدحام كانت هناك تذاكر تباع في السوق السوداء".
واضاف لوكالة فرانس برس "كانت المقاعد التي تتجاوز ال500 تمتلىء بالحضور في اجواء رائعة، والمشاهدون كانوا ينتظرون بولع وشغف بدء الفيلم، كانت السينما احد الطقوس الاجتماعية والعائلية المحببة للناس".
ولا يزال عبد الله حتى الان ورغم تقدمه في السن يحفظ عن ظهر قلب اسماء عشرات الافلام العربية وافلام رعاة البقر (الكاو بوي) الاميركية والافلام الهندية واسماء ممثليها التي كانت تعرض آنذاك.
لكن عبد الله ينظر بأسى الى حال السينما هذه الايام، ويقول "كل شيء تغير اليوم والافلام باتت تباع بأبخس الاثمان على الطرقات وباستطاعة المرء مشاهدتها وهو جالس على اريكة ومرتاح في منزله".
ورأى ان "ظهور الفضائيات واجهزة دي في دي والاقراص المدمجة لعبت دورا حاسما في انكماش دور السينما التي تراجع عملها ثم اغلقت ابواب معظمها بسبب خسائر خلفها ضعف الاقبال وقلة الواردات".
ومن نحو 45 صالة سينما معروفة في عمان، لم يبق اليوم سوى 5 صالات تعمل في اوضاع اقتصادية صعبة.
وتعرض معظم هذه الصالات افلام عنف واثارة آسيوية او مصرية قديمة في العاصمة التي يتجاوز عدد سكانها 2,6 مليون نسمة.
ويشاطر علي راغب (53 عاما) الذي يعمل مشغل افلام في سينما "فلسطين" في شارع بسمان وسط عمان منذ 29 عاما زميله عبدالله الرأي، ويؤكد ان "كل شيء اختلف في الوقت الحاضر".
ويضيف وهو يهم بتشغيل فيلم "ذي بيغ بوس" لبروس لي الذي انتج في سبعينات القرن الماضي "كنا نفتخر باننا نعمل في هذا المجال، الناس كانت تحترمنا، اما اليوم فلم نعد نحظى بذلك الاحترام والتقدير".
ويستذكر راغب الذي لا تزال جدران صالته تمتلىء بملصقات الافلام التي كانت تعرضها واغلبها هندية واميركية "ايام زمان كان الناس يقفون في طابور طويل على امل الحصول على تذكرة دخول واحدة، حين كانت السينمات في اوج عطائها تعرض افلاما جميلة وممتعة حتى ساعة متأخرة من الليل".
وتابع وهو جالس في غرفته حيث تكدست عشرات الافلام التي غطاها الغبار "كانت المقاعد ودرجات واسعار التذاكر تختلف من درجة الى اخرى، اما اليوم فقد تغيرت الحال ولم يعد يأتينا سوى 25 الى 30 شخصا في صالة تتسع لاكثر من 500 شخص، اما الدخل فحدث ولا حرج".
من جانبه، يقول محمد، وهو مهندس في الخمسينات من العمر كان ينظر بحسرة الى ملصق اعلاني قديم لفيلم هندي انتج في ثمانينات القرن الماضي، وعلق على باب السينما "كم كان بودي احضر احد هذه الافلام اليوم".
ويتابع "اتذكر في الثمانينات كيف كنت اقف في طابور طويل كي اقطع التذاكر في هذه السينما لاشاهد هذا الفيلم ذاته".
وخلص الى ان "الحياة تعقدت واصبح هم المواطن الوحيد البحث عن مصدر لرزقه والسينما اصبحت شيئا من الماضي".
ويقول مواطن آخر "لقد كنت اتجول بين دور السينما بحثا عن افلام جديدة، اما اليوم فلا اجد متسعا من الوقت كي اشاهد فيلما على شاشة التلفاز في منزلي"، قبل ان يتابع "الحياة تغيرت وتغير كل شيء معها".
واوضح انه يتذكر انه ارتاد صالة السينما مع رفاقه لاخر مرة منذ اكثر من عشرين عاما.
وبحسب الناقد السينمائي الاردني عدنان مدانات، فان "سبب ما آلت اليه اوضاع صالات السينما تلك هم الموزعون الذين لم يواكبوا تطورات الزمن وظلوا بنفس العقلية القديمة معتمدين ومراهنين على جمهور درجة ثالثة يبحث عن افلام درجة ثالثة من مغامرات واثارة وعري وما شابه".
واضاف لوكالة فرانس برس ان "هذا الجمهور صار عنده بدائل اسهل وارخص في اجهزة الفي اتش اس ثم ال سي ديثم ال دي في دي وما كان يبحث عنه في السينما صار بامكانه الحصول عليه بسعر ارخص في حين لم يجد اصحاب السينمات بدائل اخرى ظلوا في جمود حتى تجاوزهم الزمن".
واوضح ان صالات السينما بقيت على قدمها "واستهلكت مع السنين"، وصارت تكلفة صيانتها مرتفعة اليوم.
في مقابل ذلك، ظهرت في الاونة الاخيرة دور سينما داخل المراكز التجارية الضخمة في محاولة لجذب الجمهور الذي تستقطب الافلام الحديثة عنصر الشباب منه على وجه الخصوص.
ويؤكد مدانات ان هذه الصالات التي لا تعتمد المفروشات الفخمة "وتضم من 100 الى 150 مقعدا نجحت في استقطاب الشباب المقتدرين ماديا وباتت تمثل نمطا جديدا اصبح شائعا في العالم".