الصادرة عن دار موزاييك للدراسات والنشر مؤخراً. الكاتب والناقد السوري محمد منصور، الذي قدم للرواية المطبوعة، قدم هنا أيضا الكاتب إلى جمهور الحضور، مبشرا بولادة روائي سوري جديد من الجيل الشاب، الذي برز خلال سنوات الثورة السورية، وما استتبعها من هجرة وتشرد الملايين في كافة أصقاع الأرض جراء الحرب التي شنها نظام الأسد وحلفائه ضد الشعب السوري. منصور أشار إلى أن سنوات الثورة شهدت انتاجا أدبيا غزيرا بسبب تحرر السوريين من الرقابة التي كانت مفروضة على الأعمال الأدبية في بلادهم، من خلال إلزام، كل كاتب يريد نشر عمل أدبي، بالحصول على موافقة رقابة من اتحاد الكتاب العرب المرتبط بأجهزة النظام الأمنية، ما كان يعقّد مسألة النشر وخصوصا أن القرار الرقابي كان يتأخر لعدة أشهر وأحيانا سنة، ناهيك عن حالة الشللية التي كانت تتحكم في الوسط الثقافي السوري فتحجب الأضواء وفرص النشر، عن كل من لا صوت ولا “شلة” ينتمي إليها. واعتبر الناقد محمد منصور، أن أجمل ما في رواية حسيب الزيني، هو أنها لم تكن تجربة ذاتية بالمعني الحرفي للكلم، شأنها شأن الكثير من الأعمال الأدبية التي أعاد فيها الكتاب الشباب إنتاج ذواتهم وتجاربهم المؤلمة في الاعتقال أو الحصار أو رحلات الهجرة واللجوء، بل هي عمل أدبي يستخدم الخيال المبدع وكل أدوات الكتابة الروائية ليقدم لنا تصورا عن تحولات ومصائر وشخصيات، امتزجت بنكهة مدينة حمص وعبرت عن خصوصيتها، ضمن سردج أدبي محكم، وشخصيات لا تخلو من بوهيمية أحيانا، وحبكة مشوقة. الكاتب حسيب الزيني توجه بالشكر لدار الأتاسي التي استضافت هذا الحفل، ولكل من قدم يد المساعدة في إصدار عمله الروائي الأول، وتحدث عن دوافع الكتابة الذاتية لديه، معتبرا أن لكل إنسان روايته، سواء تمكن من كتابتها أم لم يكتبها.
وقال حسيب، إنه كسول في الكتابة الأدبية، وأن عمله في مجال الصحافة والإعلام قد استنزفه لسنوات وأبعده عن عالمه المحبب، لكنه تمكن في السنوات الأخيرة من إيجاد فسحة لتنفيذ مشاريعه المؤجلة، معتبرا أن روايته التي تدور أحداثها ما بين حمص مدينته، ولندن محطة لجوئه، هي أشبه بالصرخة التي تتداخل فيها المشاعر والرغبات ما بين الخوف والاحتجاج والحنين والوجع والاشتياق والتعبير عن الذات، وهي تفريغ لمشاعر داخلية على الورق، تعكس حال المجتمع السوري وأجواء مقاربة السياسة خلال العقدين الأخيرين ما قبل وأثناء الصورة. وقبيل توقيع المؤلف لروايته، دار نقاش مع جمهور الحضور حول دلالات اسم الرواية، وأهمية الأدب في تأريخ أحداث الثورة السورية، والفرق بين التوثيق في الأعمال الوثائقية والكتابات الأدبية، مع الإشارة إلى أن الأدب الجيد ليس مهمته توثيق الأحداث كوقائع، وإنما النفاذ إلى جوهر الحالة العامة، وتصوير طبائع وتوجهات المجتمع وتركيبته النفسية في المراحل التي يشهد فيها تحولات هامة، كما المرحلة التي يعيشها السوريون اليوم، على درب آلام حريتهم المنشودة.
وقال حسيب، إنه كسول في الكتابة الأدبية، وأن عمله في مجال الصحافة والإعلام قد استنزفه لسنوات وأبعده عن عالمه المحبب، لكنه تمكن في السنوات الأخيرة من إيجاد فسحة لتنفيذ مشاريعه المؤجلة، معتبرا أن روايته التي تدور أحداثها ما بين حمص مدينته، ولندن محطة لجوئه، هي أشبه بالصرخة التي تتداخل فيها المشاعر والرغبات ما بين الخوف والاحتجاج والحنين والوجع والاشتياق والتعبير عن الذات، وهي تفريغ لمشاعر داخلية على الورق، تعكس حال المجتمع السوري وأجواء مقاربة السياسة خلال العقدين الأخيرين ما قبل وأثناء الصورة.