وقال جونسون إن ذلك جاء بعد تحذيره من أن الحرب ستكون "كارثة مطلقة"، خلال مكالمة "طويلة للغاية" في فبراير/ شباط من عام 2022.
وكُشف عن تفاصيل المكالمة في فيلم وثائقي لبي بي سي عن تواصل بوتين مع قادة العالم
وخلال المكالمة، حذر جونسون بوتين من أن غزو أوكرانيا سيؤدي إلى عقوبات غربية، ونشر المزيد من قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على حدود روسيا
كما حاول ردعه عن العمل العسكري بإخباره أن أوكرانيا لن تنضم إلى الناتو "في المستقبل المنظور".
لكن جونسون أضاف: "لقد هددني في لحظة ما (من المحادثة)، وقال: بوريس، لا أريد أن أؤذيك، لكن بصاروخ، سيستغرق الأمر دقيقة واحدة فقط أو شيئا من هذا القبيل".
وتابع جونسون "لكنني أعتقد أنه من النبرة الهادئة التي كان يتعامل بها… كان يساير فقط محاولاتي لحمله على التفاوض".
ومن المستحيل معرفة ما إذا كان تهديد بوتين حقيقيًا.
ومع ذلك، بالنظر إلى عمليات روسية سابقة في بريطانيا - وآخرها في سالزبوري في عام 2018 - لم يكن أمام جونسون من خيار سوى التعامل بجدية مع أي تهديد من الزعيم الروسي، مهما كان بسيطا
وبعد تسعة أيام، في 11 من فبراير/ شباط سافر وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، إلى موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي شويغو.
ويكشف الفيلم الوثائقي، الذي يحمل عنوان "بوتين ضد الغرب" وتبثه بي بي سي، أن والاس غادر موسكو بعد تلقيه تأكيدات بأن روسيا لن تغزو أوكرانيا، لكنه قال إن كلا الجانبين كان يعلم أنها تعهدات كاذبة.
ووصف ذلك بأنه "استعراض للبلطجة أو القوة، وكأن الأمر كالتالي: سأكذب عليك، أنت تعلم أنني أكذب وأعلم أنك تعلم أنني أكذب وما زلت أكذب عليك".
وقال والاس: "أعتقد أن الأمر كان يتعلق بقول "أنا قوي". وقال إن "الكذب المخيف إلى حد ما ولكن المباشر" أكد اعتقاده بأن روسيا سوف تغزو.
وقال إنه لدى مغادرته الاجتماع، قال الجنرال فاليري غيراسيموف - رئيس الأركان العامة للجيش الروسي - "لن نتعرض للإذلال مرة أخرى أبدًا".
بعد أقل من أسبوعين، عندما اجتاحت الدبابات الحدود في 24 فبراير/ شباط، تلقى جونسون مكالمة هاتفية في منتصف الليل من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ويتذكر جونسون أن "زيلينسكي كان هادئا جدًا جدًا. لكنه قال لي: كما تعلم، إنهم يهاجمون في كل مكان."
ويقول جونسون إنه عرض المساعدة في نقل الرئيس إلى مكان آمن. وتابع "لم يقبل بهذا العرض. لقد بقي ببطولة في مكانه."