وهذا التراجع مستمر بحسب المحلل السوري، لأن بورصة دمشق لم تشهد أي صفقة ضخمة، بل اقتصر التداول على 30 صفقة عادية على المصارف فقط، في حين غاب تداول أسهم الشركات الصناعية وشركات التأمين، مبرراً أن المخاوف من استمرار تهاوي سعر الليرة السورية هي السبب الأهم.
كما أن بورصة دمشق، برأي المحلل السوري، هي "حالة سياسية لتسويق أن الاقتصاد السوري بخير، إذ لم تزد قيم تداولات نهاية الأسبوع، يوم الخميس الماضي، عن 18 مليون ليرة .
وحول أسباب الإحجام عن التداول، يبيّن الشامي أن أسهم بورصة دمشق معظمها مقيدة ولا تزيد نسبة الأسهم الحرة التي يتداولها صغار المستثمرين عن 5%، وفي حين شهدت هذه النسبة القليلة إقبالاً فإن المستفيد سيكون من يمتلك نسبة الـ95% من الأسهم، وهم في سورية من أصحاب الشركات والمقربين من النظام.
كما أن بورصة دمشق، برأي المحلل المختص، لا يمكن وصفها بالسوق المالي، فعدد الشركات المدرجة لا تزيد عن 26 شركة "14 مصرف، وأربع شركات تأمين، وشركة نقل واحدة وأخرى للتسويق، إضافة إلى شركة زراعية وأخرى صناعية ودخلت شركتا الاتصالات الخليوية وشركة إسمنت البادية نهاية عام 2019 إلى السوق، ما رفع من القيمة السوقية لجميع الشركات المدرجة في البورصة بنسبة 59% عن قيمتها السوقية عام 2018، والمقدرة بنحو 557.6 مليار ليرة سورية.
ويضيف المحلل السوري أن الأسواق السورية تشهد زيادة طلب على الدولار، سواء لتمويل المستوردات أو للاكتناز بواقع استمرار تراجع العملة السورية، رغم الوعود التي أطلقتها حكومة بشار الأسد قبل الاستحقاق الرئاسي الشهر الماضي، وتعديل سعر الدولار الرسمي ليقترب من سعر السوق، مبيناً أن سعر الدولار، اليوم الاثنين، اقترب من 3250 ليرة، مع توقعات باستمرار تراجع الليرة.
ويستدل الشامي على مخاوف المدخرين واضطراب الأسواق وتراجع الليرة باستمرار ارتفاع الذهب من 156 ألف ليرة للغرام من عيار 21 قيراطاً يوم الخميس، إلى 162 ألف ليرة اليوم الاثنين، رغم أن وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية وافقت أخيراً على مقترح الجمعية الحرفية للصاغة في دمشق، بإدخال الذهب الخام بحوزة العرب والأجانب القادمين إلى سورية، مقابل دفع رسم بقيمة 150 دولاراً أميركياً عن كل كيلوغرام واحد من الذهب الخام
ويقول الاقتصادي السوري حسين جميل لـ"العربي الجديد" إنه "من الترف الكلام عن سعر الذهب وحجم وقيّم تداولات البورصة، لأن هذا خارج اهتمام أكثر من 99% من السوريين".
وأضاف جميل أن "ما يشغل الشعب الآن انقطاع الكهرباء أكثر من 20 ساعة، حتى بالعاصمة دمشق، بل وبدأت المعاناة الآن جراء عدم توفر مياه الشرب، وكل ذلك مضاف إلى الغلاء الفاحش وبدء أزمة الخبز وعودة السوق السوداء لتباع ربطة الخبز بنحو 1200 ليرة رغم أن سعرها الرسمي 100 ليرة، فهل همّ السوريين بهذا الواقع هو البورصة أو سعر الذهب؟!".
ولكن هي مؤشرات حقيقية على واقع الاقتصاد بعيداً عن الدعاية التي يبثها نظام الأسد، سألنا الاقتصادي السوري فقال: "لا شك أن سعر العملات الرئيسية والذهب تدلل على تهاوي سعر الليرة، وحجم وقيم التداول بالبورصة يعكس نشاط الاقتصاد والثقة به، بل ويكشف عورته، ولكن هذه المؤشرات خارج الاهتمام السوري، فاليوم الانشغال، بواقع حرارة تقترب من 40 درجة مئوية، حول انقطاع التيار الكهربائي ومياه الشرب وكيفية التحايل على تكاليف المعيشة".
------------
العربي الجديد