ثانيا.من المهم ان نؤكد ان عبد الناصر كان لحظة تاريخيه فارقة في التاريخ العربي المعاصر .(ونعلم انه مختلف عليه). وموقفنا انه كان صوتا للحريه وللعدالة ولكرامة الانسان العربي..ودعوة للتوحيد العربي. تكللت بالوحدة المصرية السوريه. التي اسقطت سريعا.. لن ندخل بحديث طويل عن عبد الناصر والناصريه. فهو موضوع للتاريخ والمهم ما تبقى منه لنا الان وللمستقبل..
ثالثا.ما تبقى من الناصرية .الحرية والتحرر والاستقلال الوطني والقومي ودعوة التوحيد القومي و العدالة الاجتماعيه.ومالم تكمله الناصرية بتجربة عبد الناصر المباشرة هو البعد الديمقراطي .في الدولة والحياة السياسيه والمستقبل.. وهذه احد اهم نقاط تجاوز المنطق الشمولي القائم على الحزب القائد او القائد الاوحد الرمز..او المجموعة المسيطرة على امور الحكم والتي تحمل توجها فكريا سياسيا. ثم في الممارسة تصبح دولة امنية تتحكم بمفاصل الدولة والمجتمع .وتتحرك بالعمق لمصلحة الطبقة الحاكمة . مغطية نفسها بالافكار والاهداف العظيمه المدعاة.. ويغطي وجود القائد او مرحلته على ذلك لكن في النهاية يظهر الوجة المستبد المستغل للدولة والمجتمع. لصالح هذه العصبة . وخاصة بعد ذهاب المؤسس .وهنا بالموت كما حصل مع عبد الناصر...والحديث يطول ..لذلك قلنا ما تبقى من الناصريه..
رابعا.عبد الناصر وتجربته والناصريه. كانت في زمانها ومكانها في تاريخنا المعاصر احد المكونات الاساسيه الفكريه والسياسيه. في بنية التجربة المباشرة مصريا وعربيا وحتى في العالم الثالث.. الى جوار التيار الشيوعي والاسلامي . وقد تكون اهمهم في النصف القرن الماضي. قبل ان تزاح لصالح التيار الاسلامي .وذلك لاسباب قد تكون موضع حديث آخر...
خامسا. في سوريا التيار القومي العربي عريق جدا. ففيه تشكل حزب البعث وغيره من الحركات القوميه. وعندما ظهر عبد الناصر ودورة القومي وعداؤة للغرب وخاصة بعد العدوان الثلاثي على مصر وتأميم قناة السويس. اصبح حضور عبد الناصر في الذهن الشعبي السوري والطبقة السياسيه وحتى الاحزاب . كقائد وملهم .ولذلك كانت الوحدة المصرية السوريه تحصيل حاصل.. وكان تغلغل الانتماء لعبد الناصر ولزعامته وكبعد رسالي ومخلص في ذهن السوريين كبير جدا. وعندما حصل الانفصال وذلك لاسباب كثيرة بعضها يتعلق باخطاء الممارسه.والبعض يتعلق بالعداء الخارجي لها .من التحالف الثلاثي .الغرب و(اسرائيل) والانظمة العربيه التابعة للغرب .التي وجدت بعبد الناصر وحضورة ودورة .تهديدا مباشرا عليهم ولذلك خاضوا حربهم مع عبد الناصر شخصيا ومع مصر ومع نموذجه. حتى تم اخراجة من المسرح الساسي عبر الموت. وعبر ردة السادات التي انتهت بمصر لتخرج من ذاتها ودورها العربي وحتى المصري عبر الصلح مع (اسرلئيل)...وهذا حديث آخر..
سادسا.بعد الانفصال عن الوحدة .تداعى كثير من السياسيين والمثقفين والحزبيين .لتشكيل حركات واحزاب لمواجهة الانفصال ولاعادة الوحدة. ومتمثلة بعبد الناصر وفكرة وسلوكة كنموذج. وتكتل بعض الناصريين كحالة سياسيه مع بعض الضباط الناصريين و ساهموا مع البعث قي صناعة حركة الثامن من آذار. التي جاءت بالبعث للحكم . واستبعد الشركاء الناصريين. البعض بالاعدام.بعد محاولة انقلاب. والبعض بالاحالة للتقاعد .او بالابعاد عن مراكز السيطرة والتحكم..و عمل البعث حتى السبعين على التحكم بالسلطة وانهاء الصراعات الداخلية بينهم كحزب ومراكز قوى. حتى استقام الامر لحافظ الاسد وعصبته بشكل مطلق في السبعين من القرن الماضي.. في هذه المرحلة عمل الناصريون ليحولوا حالتهم من الحالة الشعبيه العفويه ليصبحوا احزاب سياسية متنوعة. تميزت جميعها بانها تعتبر نفسها ملتزمة بفكر ونهج عبد الناصر. وتختلف بزعاماتها والتي جاء اغلبها من اصول سابقة بعثية او ماركسية الهوى والفكر .. واختلفت ايضا بين بعضها عبر الموقف من البعث الذي استأثر بالحكم .فبعضهم ارتضى ان يكون في ركب البعث يقتسم معة كعكة السلطة ولو بشكل رمزي وشكلي باهت .والبعض الاخر آثر ان يعتبر حالته معارضه. ولكن دون وضوح كيف يكون ذلك وما هي الوسائل لذلك.
سابعا. عندما استلم الحكم الاسد الاب عبر انقلاب تشرين في السبعين من القرن الماضي .وبعد ان غيب الموت عبد الناصر. واصبحت السلطة شبه مطلقه استبدايه عند الاسد. وحول حزب البعث من حزب يقود الحكم .لاداة بيد السلطه بعد ان حول الاسد كل مفاصل الحزب والدولة لتكون بيده و بيد عصبته بالمباشر.. هنا دخل الاسد في لعبة استقطاب للقوى الناصرية التي كانت تعبر عن امتداد شعبي كبير. ومازال واقع الوحدة المجهضة قريب .وغياب عبد الناصر الذي دفع الناصريين ان يعلنوا استمرارهم بقضيته .وتحويله من قائد تاريخي الى مبدأ ونهج وعقيدة احيانا.. وطرحت في وقتها مقولة الجبهة الوطنية التقدمية لتقود سوريا . لتحقيق اهداف الوحدة و الحرية والاشتراكيه. كاهداف مشتركة بين البعث والناصريه.كواجهة سياسيه. اما واقع الحال فكان محاولة احتواء من الاسد للناصريين بشعبيتهم الكبيرة. حتى تستقيم له الامور في الدولة والمجتمع والامن والجيش .ويقيلهم بعدها من السياسة ومن اي دور. وكان الناصريون ينطلقون من خلفية ان المشاركة بالحكم ولو كشركاء صغار افضل. وخاصة انهم لا يمتلكون اي امكانية لبديل عن النظام. لفرضه بالواقع فلا ديمقراطية هناك.. ولا قوة وراءهم لفرض وجودهم في السلطة. لذلك ارتضوا ان يحصلوا اي مكتسب مع البعث في الحكم وكان هذا لسان حال كل القوى الوطنيه الاخرى.. وظهرت الجبهة الوطنية التقدمية ضامة فيها الاحزاب الوطنية .من البعث والاتحاد الاشتراكي والحزب الشيوعي والاشتراكيين العرب..الخ. ولكن شهر العسل لم يدم فالاسد استنفذ الوقت واستثمرهم بما يكفي .وحصلت حرب تشرين في 73 من القرن الماضي .وطوب نفسه قائدا تاريخيا. ووضع الاحزاب في الجبهة الوطنيه. امام خيارين اما ان يكونوا في واجهتة الرمزيه ومغطين لكل افعاله. والسلطه الحقيقية بيده وعصبته. او ليخرجوا ولا قدرة لهم على اي فعل. بعدما اصبح الاسد مهيمنا على كل شيئ في الدولة والجيش والامن والمجتمع. وحاصرهم بالبعث كقائد للدولة والمجتمع .وبعدم النشاط السياسي في الجيش وبين الطلبة الا للبعث. مؤسسا لتجفيف منابع الامداد التنظيمي للاحزاب جميعا ومنها الناصريين. ومنتهيا بهم بعد عقود لتصبح ظواهر رمزية. بعدما كانت شعبيتها مكتسحة الواقع. وسارعت اغلب الاحزاب ومنها الاتحاد الاشتراكي للخروج من الجبهة الوطنيه . ولكن بندوب. فبقي مع الاسد من كل الاحزاب من رضي بالقليل المعطى لهم فلا بديل لديهم . ولا يخفى عنا البعد الانتهازي عند هؤلاء. فهم اخيرا فهموا اللعبة وارتضوا ان يحصلوا على بعض المكاسب الشخصية. ولو كانوا في الصورة يحملون وزر النظام وما فعله بالشعب السوري وعربيا واقليميا عبر عقود ...
ثامنا.لم يتوقف حراك الناصريين في الواقع .بعد ان اصبحوا فريقين عبر مجموعة احزاب .منهم من استمر في سياق العلاقة مع النظام عبر الجبهة الوطنيه التقدميه. ونعتبرهم من بنية النظام واحدى ادواته. تخدم حراكة وتمثل شكلا من الغطاء للنظام بانه يعبر عن تحالف قوى وطنيه تقود الدولة. وليس سلطة متغلبة عبر عصبة عائلية ممتدة في الطائفة العلوية ومتغلغلة في مراكز القوة والهيمنة للدولة والمجتمع. ومستثمرة هذه القوى كغطاء لها ولجميع اخطائها وموبقاتها عبر عقود وللآن في سوريا.وخارجها.
.سينصب حديثنا على الناصريين المعارضين. متمثلين بحزب الاتحاد الاشتراكي ومن دار في فلكه من بعض المجموعات الناصريه او التنظيمات كالتنظيم الشعبي الناصري او مجموعات اخرى.. ولن نخوض في موضوع تعدد منابر الناصريين وتجمعاتهم. الا من باب ان الناصريه ككل فكر ومنهج سياسي لم تحظى بالتوافق بين جميع انصارها.. ويضاف لذلك القراءة السياسية للواقع ولا نغيب ايضا البعد الذاتي لكثير من رموز الناصريين الذين تربعوا على سدته عبر عقود...
تاسعا.عمل الناصريين المعارضين الخارجين من الجبهة الوطنيه وعبر سنوات مع غيرهم ممن رفض هيمنة البعث وسلطتة على الدولة والمجتمع. وتوصلوا اخيرا لبناء تحالف فيما بينهم يدعوا النظام للخيار الديمقراطي في الدوله .. سمي التجمع الوطني الديمقراطي.يحوي الطيف الوطني السوري من ناصريين وشيوعيين ووحدويين اشتراكيين وبعثيين ديمقراطيين.الخ. ووضعوا نصب اعينهم التحرك المجتمعي لتحقيق ذلك.. ولكن ما ارادوة لم يتحقق .وذلك لانهم لم يمتلكوا ايا من اسباب القدرة على تحقيق ذلك.. لا القدرة الواقعية ولا الامتداد الشعبي المتآكل .ولا اي دعم دولي..فقد اصبح الاسد ونظامه جزء فاعلا في لعبة النظام الاقليمية والدولية .خاصة بعد حرب تشرين وتوافقاتها. ودخول سوريا للبنان ودور النظام في الحرب العراقية الايرانيه.. وبعد ان دخلت جماعة الطليعة الاسلامية في حربها المفتوحة.. على النظام بتوصيف طائفي .. اعطت للنظام مبررا ليقسم ظهر الطليعة والاخوان المسلمين من ورائهم. والحركة الوطنيه ايضا التي عبرت عن موقفها الوطني. رافضة استبداد النظام وطائفية المواجهة المسلحة ومطالبة بالحل الديمقراطي لسوريا.. وكان البطش عاما وشمل سوريا كلها .. وكان من نتائجه تدمير مدن وعشرات آلاف شهداء ومثلهم مشردين ومنفيين.. واستوى المجتمع السوري بيد النظام .واصبحت السياسة شبه معدومه مجتمعيا وكفعاليه للاحزاب. وسيطر النظام على الفضاء السياسي كاملا .وبدأ حضور الاحزاب شبه رمزي في الواقع السوري في الثمانينات..بعد ان اكتظت السجون وصارت الاطراف تتصرف وفق منطق الحفاظ على الذات .. او التصرف للتعبير عن الاستمرار في شعلة السياسه بحدها الادنى..
عاشرا.في هذه المرحلة تنوع حضور الناصريين المعارضين للنظام .فالاتحاد الاشتراكي كطرف في التجمع الوطني الديمقراطي.أخذ جانب اعلان المواقف المختلفه مع النظام دون التصعيد المباشر معه. وبقي يعمل محاذيا الخط الاحمر للنظام دون تعديه.. ولذلك لم يشهد حالات اعتقالت وتنكيل جماعي كحزب سياسي. على عكس المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري . الذي اعلن موقفا متضامنا مع الاخوان في احداث السبعينات. ادت لضربات امنيه طالته كله تقريبا وجعلت اغلب كوادرة بين معتقل ومتواري. ومنفي واعتبر عدو رقم واحد مع الاخوان للنظام .وهذا لا يلغي بعض الاعتقالات لبعض كوادر الاتحاد الاشتراكي حسب حالات امنيه يراها النظام هنا وهناك في سوريا وفي كل الوقت. ولسنوات طويله .وكان النظام يتصرف مع اي طرف سياسي كحزب او حركة او حتى مجموعة حسب درجة الخطورة. او الامتداد فطال كل الناشطين السياسيين بالاعتقال والملاحقه. فلم يسلم منه التنظيم الشعبي الناصري الذي تلقى ضربة امنية طالته كله وجعلته بين معتقل ومنفي . وطالته بالعمق باختلافات بنيويه حولته لاكثر من طرف . ولم يسلموا من ندوب مؤلمة تنظيميا وسياسيا وحتى تفاعليا.. وهذا ما اصاب رابطة العمل الشيوعي التي اصبحت حزب العمل الشيوعي. والتي لقيت من التنكيل الكثير والاعتقال والملاحقة لتصل لمرحلة الوجود الواقعي الرمزي. ووصل الاعتقال والقمع كذلك حزب التحرير الاسلامي الذي طالة كبنية تنظيميه كامله حولته لاثر بعد عين . بين سجين وهارب ومتواري... كان لسان حال النظام .انهاء الحالات التنظيميه الموجوده التي فيها نفس معارض.ومنع اي امداد شبابي لها..وتصحرالواقع السياسي وملأ النظام للساحة السياسيه.. وغاب الصوت المعارض الا ما ندر وكحالات فردية مغامرة ....
حادي عشر.هذا واقع حال الناصريين وبقية الاطراف الساسيه السوريه في فترة حكم الاسد من الثمانينات حتى الالفين.. وبقي اقصى ما يفعلة الناصريون وغيرهم لم الشمل والحفاظ على الوجود والتعبير الرمزي عن مواقف سياسيه..فالتحق بعض اعضاء التنظيم الشعبي بالاتحاد الاشتراكي. والبعض الاخر بقي في حالته الفردية وكثير غادر السياسة كممارسة وبقي على انتمائه الفكري وحنينه السياسي.. و اصبحت كل الاحزاب المعارضه السوريه ومنها الناصريون اقرب للحضور الرمزي لاشخاص منها لحالات حزبيه.. فكثير من المناطق والبلدان خلت من الجيل الجديد. واقتصرت على الجيل الخمسيني وما فوق واغلبهم خريجي الاعتقال السياسي .. وفاعليتهم السياسيه شبه معدومه...
ثاني عشر. كانت مرحلة استلام الاسد الابن الحكم في سوريا.. بداية واهمة لتحول ديمقراطي كان ملحا مجتمعيا وسياسيا .ومستحيل بالنسبة للنظام الذي تغلغل في كل مفاصل الدولة والمجتمع واصبحت له طبقته السياسيه والعسكريه والامنيه. وشبكة المصالح الاقتصاديه .فالنظام عبر العائلة والعصبة والامتداد الطائفي صادر كل مجالات السياسة والحياة. وترك لبقية الناس فرصة العيش كعبيد يعملوا بلقمة عيشهم في البلد كمزرعة للنظام.. صار الناس ضحية للفساد والتغريب والهرب والبحث عن الخلاص الفردي..لذلك لم يكن يرتجى من دعوة الاسد الابن للاصلاحات الديمقراطية. اكثر من تجميل لنظام وليد. يريد الاستمرار كما كان وأسوأ..مع ذلك تلقف المعارضين السوريين الفرصه .من بقايا احزاب و افراد وحالات مجتمع مدني وحقوق انسان. اعطى النظام لها بعض الفسحة. ودخلنا في مرحلة ربيع دمشق الوهمي . وظهرت المنتديات ومنها منتدى جمال الاتاسي رئيس الاتحاد الاشتراكي المؤبد من تأسيسه حتى الممات. واستفاد الوطنيين السوريين من هذه الفسحة.. ولكن وعندما وجد النظام ان الحراك الديمقراطي تجاوز الدور المطلوب. منه بدأ النظام باظهار وجهه الامني الحقيقي وبدأ يزج بالناشطين بالسجون ويحاصر الحراك ويمنعه.ووصل اخيرا الى الغائه تقريبا باستثناءات قليله .لم تغير واقع الحال...
ثالث عشر.كان الناصريون عبر حزب الاتحاد الاشتراكي. احد اركان الحراك في ربيع دمشق. الذي استطاع رغم كل التضييق والمحاصرة ان يرفع صوتا وطنيا ديمقراطيا سوريا. وتتوج باعلان دمشق الوطني الديمقراطي.مضيفا الى بنيته التاريخيه كتجمع وطني ديمقراطي. بعض الهيئات ومنظمات المجتمع المدني وبعض الشخصيات الوطنيه. وكان اهم انجاز لها إلحاق الحركة الوطنيه الكرديه بالخيار الوطني الديمقراطي في سوريا مستوعبة لخصوصيتهم في سوريا الواحده. وكذلك التحاق جماعة الاخوان المسلمبن بالخيار الوطني الديمقراطي لسوريا المستقبل. وتليت كلمتهم في منتدى جمال الاتاسي في دمشق.. نعم كانت هذة ذروة رمزيه سياسيه . عجزت عن تفعيل حالتها واقعيا لكنها عتبة جعلت كل قوى المجتمع واحزابة ومجتمعه المدني .يواجه النظام بالخيار الديمقراطي...
رابع عشر.كان لاعلان دمشق الوطني الديمقراطي تبعيات على العلاقة بين مكونات الاحزاب المكونة له.. فلاعتبارات تنظيميه افترق الاتحاد الاشتراكي عن الاعلان. ولن نخوض بالاسباب .بل سنعتني بالنتائج فقط.. وبدل ان يعالج الخلاف الذي حصل في انتخابات الاعلان ويتم تجاوزة للمصلحة الوطنيه. جاء من ينفخ به ويحولة لنقطة تحول تؤدي لشق الصف الوطني المعارض. رغم رمزيته.. وجاء من اراد ان يتحدث عن موقف (وطني) من الاتحاد ومن سار بركبه .في مواجهة موقف (لا وطني) عند الاخرين. وواقع الحال استخدمت الحالة .لمحاولة خلق كيان مقابل لاعلان دمشق ولم ينجح.. وكانت هناك محاولات لرأب الصدع في التجمع الوطني الديمقراطي.. ولم تنجح ايضا.وكان للافتراق اسبابه. ليس اولها غياب جمال التاسي عن واجهة الاتحاد عبر الموت. وليس آخرها استغلال البعض ومنهم النظام لذلك. وكذلك الحساسيات الخاصة بين كثير من السياسيين السوريين. ولنعترف ما زالت الحالة السياسيه السورية عند الناصريين وغيرهم محكومة بالبعد الشخصي. بالاغلب الاعم وما يقترن به من مزاجية وامراض نفسيه وجنون عظمة وغياب عن الواقع....
خامس عشر.هذا واقع الناصريين والمعارضه السورية الاخرى عشية الربيع العربي والسوري. ووجد الاحزاب والناشطين انفسهم امام حالة شعبية تجاوزتهم . وتحركت بسرعة وبقوة تطالب النظام بالاصلاحات بداية .وعندما لم يستجب طالبت بسقوطة .وتحولت لثورة بعدما أخذ النظام خيار الرد العنفي على مطالب الناس ولتأبيد استبداده. وبقيت الاحزاب عموما ومنها الاتحاد( كواجهه للناصريين) متخلفين عن الثورة ومطالبها. وسرعان ما ظهر خلاف جوهري بين الاغلب الاعم للثورة والناشطين السياسيين. وكان الاتحاد رافعة لموقف ملتبس في واقع الحال من النظام . ظهر عبر موقفين مختلفين من الثورة السوريه. كان اولهما. عبر المجلس الوطني السوري الذي كان واجهة لاعلان دمشق ومن التحق بركبهم .مختارين خيار الشعب من اسقاط النظام ومحاسبته وبناء الدولة الديمقراطية .قابلة عنف الشعب في مواحهة النظام. وقابلة تدخلا دوليا يمنع النظام من ان يقتل الشعب ويشرده ويدمر البلد ويساعد السوريين بالوصول لخيارهم الديمقراطي. وظهر الموقف الاخر باسم هيئة التنسيق الوطنيه التي كان الاتحاد(الناصريين) رافعتها الاساسيه .معلنة لاءاتها لا للعنف ولا للتدخل الخارجي والسكوت عن اسقاط النظام والعمل للدولة الديمقراطيه. وظهر هذا الموقف متخلفا عن مطالب الناس. وواقع ممارستهم .فالنظام وصل عنفة لمئات آلاف الشهداء. وكيف تبرر رفضك للعنف في مواجهتة .واما التدخل الخارجي فواقع الحال ان التدخل الخارجي حاصل ضد الشعب السوري. روسيا وايران وحزب الله ومليشيا المالكي وغيرهم مرتزقه كثر. ونحن نرفض من يساعدنا او لا نطلب المساعده. موقف اقل ما يقال به انه مثالي تطهري ضد الناس. ان لم نوصفه اسوأ من ذلك. واما عن رفض مقولة اسقاط النظام .فانها تعني وكأن الشعب مستعد ان يقبل بحل مع النظام في افق منظور.. بعد ان قتل الشعب وشرده ودمر البلد. ان هذا الموقف المحسوب على الناصريين .اساء لهم ولدورهم بالثورة. وزاد الحالة سوءا .موقف بعض الناصريين العرب في لبنان ومصر والاردن وتونس وغيرهم المؤيد للنظام لادعات قومية كاذبه من الطرفين النظام وداعميه. بحيث اصبح الناصريين بحاجة لان يبرؤوا انفسهم وساحتهم ويتبرؤوا من هذه المواقف واصحابها ويعلنوا التحاقهم بالشعب وخياراته...
سادس عشر. نحب ان نؤكد على ان اغلب الناشطين الناصريين من الشباب سواء منهم من كان في البنية الحزبية.او من تمرد على البنية الحزبيه واعلن موقفا عمليا بالالتحاق بالثورة.وكانوا كبنى حزبيه بديله وافراد بمواقفهم العمليه تعبيرا حقيقيا عن جوهر الناصريه.بالانتصار للشعب وحقه بالحرية والكرامة والعدالة والدوله الديمقراطيه. سواء كشهداء او ناشطين سياسيين او ناشطين على الارض ومنهم بالاجواء العائليه او المجتمعيه كانوا في صلب الثورة ومن كادراتها. وقد ارتفع صوتهم عاليا في مواجهة الموقف الرسمي لقيادة الاتحاد والاغلب الاعم ممن التحق بهيأة التنسيق. قد خرجوا منها واعلنوا موقفا جذريا. خاصة بعد ان تبين لهم ميوعة الموقف من الثورة وحق الشعب بالعنف الثوري بمواجهة النظام. وطلب العون الدولي لمواجهة وحشية النظام .ومشكلة التقرب من روسيا وايران .مع العلم انهم داعمين رئيسيين له ومتورطين بالدم السوري . وتحت دعوى يجب اقناع هؤلاء بالتخلي عن النظام. وكأن السياسة اقناع وليست مصالح قرأناها استراتيجية بين النظام وحلفاؤه. واعلن بعضهم موقفا نقديا وصل لدرجة اطلاق بيانات تنديد وتخطيئ للاتحاد وهيئة التنسيق والتبرؤ منهما... عبر استقالات جماعيه اوتكوينات حزبيه بديله او الانخراط في العمل العسكري الميداني على الارض. والسياسي للثورة كالمجلس الوطني الائتلاف وغيرهم من منابر الثورة ...
اخيرا.صار لزاما ان يتداعى ابناء الموقف القومي العربي. وعلى رأسهم الناصريين. وان يعلنوا انتسابهم المطلق لخيارات شعبهم الوطنية الديمقراطيه في بلدانهم. وان يرفضوا التعاطي مع القضية الوطنيه الديمقراطيه من خلفية حزبيه او عقائدية ضيقه. وان يتجاوزوا الى غير رجعه جرثومة الاستبداد والقبول بالتعدد والتنوع الفكري والسياسي والاحتكام للديمقراطيه. وانصباب الجهد على العمل للتخلص من الانظمة الاستبداديه. التي ظهرت عبر تحالفها مع الغرب ومصالحة الاستعماريه وربيبته اسرائيل .عدوة مركزية للشعب العربي. وفي كل بلد على حدى .وان معركة اسقاط الاستبداد وبناء الدولة الديمقراطيه هي صاحبة الاولويه...
.على الناصريين ان يتمثلوا عبد الناصر رائدا تاريخيا لمطالب الشعب بالحرية والكرامة والعدالة.ورائدا بتصحيح المسار وتصويب المواقف..والتعلم منه مجددا ان الشعب هو المعلم الاول...
.على الناصريين ان يعيدوا الاعتبار لانفسهم. هذه الثورات العربية فرصتهم.. او سيدخلون في متاحف التاريخ...
..احمد العربي..