نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


القاهرة تبحث عن عدو






هناك مُسَلَّمة تكاد تكون يقينية، أن الأنظمة الدكتاتورية الضعيفة تسعد بوجود عدو،سواء كان هذا العدو حقيقيا أو عدو متخيل أو مصطنع لأجمع الأمة حول هدف ثانيا للهروب من الاستحقاق الديمقراطي وتداول السلطة والتنمية


  و منذ ثورة يوليو وهناك عدو حقيقي جاهز ليس فى احتياج لخلق هذا العدو، وهو إسرائيل إضافة لقوي استعمارية ممثلة فى الولايات المتحدة و والحقيقية أن التحديات كانت كبيرة جدا و وتحتاج لجماع المصريين من الأكفاء القادرين على صناعة نهضة علمية وتعليمة فى الداخل وبناء دولة قوية وتحييد كل استنزاف لموارد الدولة وصبها فى هدف واحد هو تطوير الداخل ،وإطلاق الطاقة الخلاقة فى حرية ولتكن مسيطرا عليها من أجهزة ذكية،كما يحدث فى كل دول العالم،خاصة فى ظل قوي  من الداخل تتحين الفرصة لتزيح السلطة الجديد أو من الخارج الذي يري فى أي قوة تحررية هو إضعاف لهيمنتها وكسر لهيبتها  ورغم أن التحديات كانت كبيرة ولا أحد فى ظل صراع دولي وحرب باردة وتنافس جنونية للسيطرة على مناطق العالم يعطي فرصة لأحد لكى يبني نفسه ولذلك كانت  وسائل الإجهاض والهدم جزءا رئيسياً من أدوات القوي الاستعمارية،ولكن  رغم نجاحات ناصر فى بعض المجالات ,السياسية والاقتصادية الذي لا يمكن تجاهلها ,لكنه زرع دودة تنخر فى كل البناء لتهدمه فى النهاية تحت وطأة هزيمة 67 وهو القمع لكل معارضة حقيقية،إرساء قاعدة ذهبية لتخريب أي دولة مهما حسنة النوايا وهى تقريب أهل الثقة وتهميش الأكفاء وعدم وجود معايير موضوعية نزيه فى شغل الوظائف والترقى  وتولى القيادة السياسية،ورفع شعار لا صوت يعلوا فوق صوت المعركة  .

لماذا نستعيد عصر عبد الناصر الآن ؟  لأن نظام عبد الناصر هو النظام الساري حتى الآن ولو ظل عبد الناصر حى لوصل النظام إلى ما آل إليه وأن تعددت الطرق . مع أنه  على الطرف الأخر” العدو الاسرائيلى “, والذي صنع دولة من لا شيء لم يصادر الحياة السياسية ولم يتدخل فى القضاء وحقق العدالة لمواطنيه وتقدم علميا وواجه الدول العربية وهزم مصر التاريخية ورغم ذلك لم يدرس أسباب الفشل أسباب الفشل فى الداخل فى الدودة الذي تنهش فى جسد الدولة  فى غياب العدالة, فى الإرهاب ,باسم الثورة والدفاع عن التراب الوطنى،  فى إقصاء كل الفصائل لكى تستمر ” حضرتك ” ثم عقد السادات اتفاقية كامب ديفيد وأصبح هناك علاقات تتغلغل يوما بعد يوما فى التربة المصرية ووصل فى  عهد مبارك إلى درجة مخيفة خاصة فى مجال الزراعة منذ أن تولى يوسف والى وزارة الزراعة ولم يتوقف حتى الآن ولكن ظلت إسرائيل فى الأعلام المصري هى العدو،وظل الناصريين،يهتفون ضد اتفاقية السلام وظل النفوذ الاسرائيلى يتزايد ,فماذا عن العدو الداخلي ،يجب أن يكون هناك عدو لداخل، فى البداية كان سحق الرأسمالية ومصادرة أموالها باعتبار أن هؤلاء  من مصوا دم الشعب وكونوا ثرواتهم من الفساد السياسي، ولم يفرق بين من  كون ثرواته عن طريق استعباد المصريين أو الفساد السياسي ومن كافح وكد  لبناء ثروته ولو ترك الأمر للقضاء لتغير الآمر،ثم سحق  الطيف الاشتراكي الذي استسلم واندمج مع الدولة  لتلاقى الأهداف ومن العداء  للمصالحة  ولم يظل قوي سوي جماعة الأخوان المسلمين الذي رفعها النظام الناصري ، الساداتى المباركى فزاعة الداخل،ليحتكر السلطة والثروة،وفى نهاية حكم مبارك لم يعد يكفى ولم تعد تنطلى على الشعب لا إسرائيل عدوا لدي النظام ولا جماعة الأخوان إرهابية حتى الجماعات الراديكالية،قامت بمراجعات وتم الإفراج عن معظمها، تلفت نظام مبارك هل يظل هكذا بدون عدو ؟ كيف ؟

فبدأ البحث عن عدو و وبدأت انحدار النظام لأدنى مراحله باختراع الشعب السودانى ثم   الجزائري عدوا من خلال مباراة لكرة القدم، وبدأت كلاب ومرتزقة الأعلام وعملاء أمن الدولة من المثقفين فى شن أكبر عملية إرهاب وتشويه ضد الشعب الشقيق، وتحويله  لعدوا وهمي وخد عندك،الكرامة الوطنية التى أهدرت ،وبدا دور الأعلام والمثقفين يتوحش بدرجة مرعبة،حتى تحول إلى كائن خرافية،يسلط على أي قضية تافه ويحولها إلى قضية كبري يقيم من أجلها الحرب،وخرج معلقين مثل مصطفى يونس ليوسم الشعب الجزائري  ” بكلمة  حقيرة ،بذيئة ” انها بلد المليون لقيط،أي عهر واي سفالة،ولم يتم حاسبة حتى الآن على هذه الوقاحة،واعترف احمد شوبير بان امن الدولة من كان يدير هذه الواقعة لصالح بروز نجم جمال وعلاء مبارك،وعندما قامت الثورة تم تدوير الأمن القومى بهدوء و وبدأ اختلاق عدو خارجي ولكن من يا تري،هل يتم  خلق العدو القديم،إسرائيل ؟ كيف وهو المناصر القوي للانقلابيين،هل يخلق من السودان من اجل حلايب وشلاتين  عدو, النظام مأزوم فى إثيوبيا من خلال سد النهضة،من نستطيع أن نجعله عدو ونستثمر من وراءه و فقط،لا يوجد سوي حماس وغزة و هى الجزء الأضعف أو هكذا يتصور النظام والداخل فهنا العدو الجاهز دائما والتاريخي وهو الأخوان المسلمون والإرهاب فى سيناء،هذا المثلث هو أهم استثمار واهم قضية ولكن ليست للأمن القومي المصري للأسف ولكنها للأمن القومي الإسرائيلي الأمريكي -  الاتحاد الأوربي،هذا المبرر المقبول للانقلاب لكى يصمت الغرب على جرائم وفجر النظام ,وكالعادة،خرجت المنظومة التى  صنعها أمن الدولة فى شيطنة حماس وتحويلها لعدو،وتم تجميل صورة إسرائيل  وبدا الكتابة والكلام عنها باعتبارها قوي مسالمة وتم تحميل حماس كل فشل وكل خيبات النظام عديم الكفاءة فحماس هى من فتحت السجون،وحماس هى من تزرع الإرهابيين فى سيناء لضرب جنودنا وحماس هى من تقتل المتظاهرين وحماس هى من تفجر مديرات الأمن و حماس هى من كانت فى رابعة،حماس هى الذراع المسلح  للإخوان،حماس هى من تقتل الشرطة و من تقتل الأخوان،حماس هى الشيطان الأكبر والحقيقة أن النظام المصري لم ينجح فى شيء قدر نجاحه فى الميديا من خلال تكتل المرتزقة،فهو مجرد أن يطلب منهم النظام أن يهاجم أي دولة،يسحقها فورا ,قد  وخرج صحفى ليردد كلمة إسحاق رابين الشهيرة،أتمنى أن اصحوا من النوم لأجد غزة قد اختفت،وبدأ المثقفون يجيشون المصريين للحرب على غزة وتأديب حماس ولواءات استراتجيين يهاجمون  بصلف وغرور بكلام يفتقد للمنطق أو العقل،كلام يجعلك تصاب بالهول أن هؤلاء من يمسكون مقادير الأمور فى دولة عريقة مثل مصر ،حتى وصل الأمر بتحريض عنيف على احتلال غزة والقبض على قادة حماس،وبدا الجيش فى التحرش بحماس وقد نبه بعض العقول الناضجة للفخ الذي سيقع فيه الجيش لو دخل غزة وسخر مرتادي الفيس بوك من فكرة احتلال غزة “,” لا تتصوروا أن إسماعيل هنيه هيقابل الجيش المصري برفع شعار سلميتنا اقوي من الرصاص ” وهذا الجنون مثل غطاء  لإسرائيل لضرب غزة وليخرج أحمد أبو الغيط وزير خارجية مبارك ليحمل حماس المسؤولية ويصرح بأن قادة حماس تستفز إسرائيل وبعد ذلك تطلب التضامن من العالم،أي عار أي فضيحة وصلت إليه النخبة المصرية،أي عماء وغباء أن يتحول العدو الحقيقي إلى صديق والصديق الحقيقي إلى عدو،متى تدرك النخبة مصالح الدولة المصرية بدل مصالح أفراد يصلوا بنا إلى حافة  الهاوية

, لتنتبهوا،حماس وغزة ليست عدوا أبدا ولن تكون للشعب المصري


عبد النبي فرج
الاثنين 17 مارس 2014