ولا يعني هذا أن الصين ستتنازل عن سياسة الطفل الواحد لكل أسرة، فالحملة القائمة حاليا تهدف إلى إحداث موجة من الولادات الجديدة للتصدي لخطر الشيخوخة الذي ينتشر في مجتمعات المدن الكبرى. في عام 2050 سيبلغ ربع عدد الصينيين سن الشيخوخة، وهذا ما يطرح مشكلات ذات علاقة برعاية المسنين في حالة عدم وجود العدد الكافي من الشباب. في نهاية السبعينات، حينما طبقت بكين السياسة الديموغرافية الأكثر تشددا في العالم في ، تنبأ الديمغرافيون بموجة من شيخوخة المجتمع تجتاح هذا البلد في القرن الواحد والعشرين.
في تلك الفترة، تم التفكير في كل الحالات الاستثنائية، فالأزواج المطلقون يمكنهم إنجاب ولد آخر بعد إعادة الاقتران بامرأة أخرى بغض النظر ما إن كان هناك ولد قبل الطلاق من عدمه. كما أن الأب الذي نشأ كطفل وحيد داخل أسرته يمكنه إنجاب ولدين اثنين.
النتيجة غير المتوقعة: 59% من الأزواج الذين يحق لهم إنجاب أكثر من ولد لا يرغبون الآن في ذلك. وفي تحقيق أجرته صحيفة دونغ فانغ الصادرة في شنغهاي، قال أغلب من تم استجوابهم أنهم يمتنعون عن الإنجاب لأسباب مالية، فيما قال آخرون ببساطة أنهم ليست لديهم رغبة في الإنجاب.
لنأخذ مثالا عن ذلك من خلال الزوجين وانغ يينغ و زهاو يونغ من بكين: منشغلان طول الوقت بتربية ولدهما الذي يبلغ الآن سن الخامسة "ابني كثير الحركة ولا يهدأ وتسألني عن انجاب ولد ثان؟ لا أنا لا أرغب في الإنجاب" تقول وانغ التي تقضي وقتها كربة للبيت، أما زهاو فيعمل كمتعهد زواج، ومن الناحية المالية بإمكانهما إنجاب طفل ثان فكليهما عاش طفولته طفلا وحيدا في أسرته، وهما يمثلان النموذج المثالي للطبقة المتوسطة في المدن الصينية ذات الأسلوب الفرداني في الحياة " نحن اخترنا أن نكون أسرة صغيرة حتى يكون لنا المجال الكافي لحياتنا الشخصية والاهتمام الكافي لكل واحد منا بالآخر، وكلما سألني ولدي متى سننجب له أخا أو أختا أجيبه بالقول عندما تكبر أنت وتكون حاذقا بالقدر الذي تتمكن من رعاية الطفل الجديد" تقول وانغ ضاحكة.
ولا تمثل الشيخوخة في المجتمع المعضلة الوحيدة في الصين، لكن يضاف إليها الفرق في نسبة المواليد بين المواطنين الأكثر تأهيلا وتعلما في المدن وبين المواطنين ذوي الأسر الكبيرة في الريف وغالبا ما يكون هؤلاء من المزارعين الأميين، وهي مشكلة أخرى تؤرق السلطات في بكين.
ويفكر العمال المهاجرون من الريف إلى المدينة في الصين بطريقة تقليدية وعادة ما يفضلون أسرة كثيرة العدد وإنجاب الذكور بهدف أن يحملوا اسم العائلة في المستقبل.
وعادة ما يعيش هؤلاء العمال المهاجرين بعيدا عن أسرهم ومكان سكناهم، حيث يتم دوريا إجراء مراقبة سنوية حول الحمل والدورة الشهرية للنساء من طرف إدارة الشؤون الديمغرافية. وبسبب هذا الغياب يبقى هؤلاء بعيدون عن الرقابة. وحسب صحيفة الصين اليومية التابعة للحكومة، فان نحو 65% من حالات الحمل غير المرخص با يحدث في العادة لدى النساء المهاجرات من الريف إلى المدينة.
إذا كان الأمر يتعلق بإنجاب ولد، فلا حديث عن تكاليف باهظة هنا يقول السيد لييو الذي أنجب خمسة بنات وولد "لقد دفعت الكثير من المال في شكل مخالفات لقانون "سياسة الولد الواحد"، لكنه كان علي أن أنجب ولدا" ويعمل لييو مديرا لشركة بيع الأثاث وينحدر من أسرة تعيش في الريف الصيني حيث يحق لها إنجاب ولد ثان في حالة كانت نتيجة الحمل الأول هي إنجاب بنت.
أما إنجاب خمسة بنات فهذا أمر مبالغ فيه، إلا أن الغرامات (جزء من الدخل السنوي المتوسط) التي تفرض على مزارعين من أمثال لييو لا تمنع هؤلاء من إنشاء أسرة كبيرة أكبر مما هو مسموح به في الصين.
أما في المدن فالأمر يختلف، فالرقابة على الأزواج صارمة جدا. والى غاية التسعينات من القرن الماضي كانت الحكومة الصينية هي التي تحدد من من المواطنين يمكنه الحمل والإنجاب "في هذه الفترة كانت مسؤوليتنا الشخصية في أن نجعل من الصين بلدا غنيا من خلال سياسة تحديد النسل" هذا ما تقوله السيدة لي من إدارة التخطيط العائلي في العاصمة بكين "كان الأمر أكثر سهولة من الوقت الراهن: كل الصينيين كانوا يعملون في شركات مملوكة للدولة وهذا ما يجعل الرقابة أسهل بكثير."
وترى السيدة لي أن المجتمع الصيني بدأ يتغير بعد إجراء الإصلاحات الاقتصادية، فالمواطنون باتوا لا يصغون تلقائيا لسياسة التخطيط العائلي، وتخشى من أن تكون النزعة الفردية لدى الجيل الأول من البالغين أكبر من أن تسمح إحداث موجة جديدة من المواليد في الصين. ومع ذلك تستمر السيدة لي في ترديد مقولتها: أنجب ولدا ثانيا إذا توفرت لك الفرصةفي ذلك. تقول لي "في سنوات الخمسينات اختار والدي تكوين أسرة بطفل واحد بشكل طوعي لنهما كانا يعتقدان أن ذلك مناسب جدا لاقتصاد الصين، لكن كم كنت أشعر بالوحدة طيلة سنوات حياتي
في تلك الفترة، تم التفكير في كل الحالات الاستثنائية، فالأزواج المطلقون يمكنهم إنجاب ولد آخر بعد إعادة الاقتران بامرأة أخرى بغض النظر ما إن كان هناك ولد قبل الطلاق من عدمه. كما أن الأب الذي نشأ كطفل وحيد داخل أسرته يمكنه إنجاب ولدين اثنين.
النتيجة غير المتوقعة: 59% من الأزواج الذين يحق لهم إنجاب أكثر من ولد لا يرغبون الآن في ذلك. وفي تحقيق أجرته صحيفة دونغ فانغ الصادرة في شنغهاي، قال أغلب من تم استجوابهم أنهم يمتنعون عن الإنجاب لأسباب مالية، فيما قال آخرون ببساطة أنهم ليست لديهم رغبة في الإنجاب.
لنأخذ مثالا عن ذلك من خلال الزوجين وانغ يينغ و زهاو يونغ من بكين: منشغلان طول الوقت بتربية ولدهما الذي يبلغ الآن سن الخامسة "ابني كثير الحركة ولا يهدأ وتسألني عن انجاب ولد ثان؟ لا أنا لا أرغب في الإنجاب" تقول وانغ التي تقضي وقتها كربة للبيت، أما زهاو فيعمل كمتعهد زواج، ومن الناحية المالية بإمكانهما إنجاب طفل ثان فكليهما عاش طفولته طفلا وحيدا في أسرته، وهما يمثلان النموذج المثالي للطبقة المتوسطة في المدن الصينية ذات الأسلوب الفرداني في الحياة " نحن اخترنا أن نكون أسرة صغيرة حتى يكون لنا المجال الكافي لحياتنا الشخصية والاهتمام الكافي لكل واحد منا بالآخر، وكلما سألني ولدي متى سننجب له أخا أو أختا أجيبه بالقول عندما تكبر أنت وتكون حاذقا بالقدر الذي تتمكن من رعاية الطفل الجديد" تقول وانغ ضاحكة.
ولا تمثل الشيخوخة في المجتمع المعضلة الوحيدة في الصين، لكن يضاف إليها الفرق في نسبة المواليد بين المواطنين الأكثر تأهيلا وتعلما في المدن وبين المواطنين ذوي الأسر الكبيرة في الريف وغالبا ما يكون هؤلاء من المزارعين الأميين، وهي مشكلة أخرى تؤرق السلطات في بكين.
ويفكر العمال المهاجرون من الريف إلى المدينة في الصين بطريقة تقليدية وعادة ما يفضلون أسرة كثيرة العدد وإنجاب الذكور بهدف أن يحملوا اسم العائلة في المستقبل.
وعادة ما يعيش هؤلاء العمال المهاجرين بعيدا عن أسرهم ومكان سكناهم، حيث يتم دوريا إجراء مراقبة سنوية حول الحمل والدورة الشهرية للنساء من طرف إدارة الشؤون الديمغرافية. وبسبب هذا الغياب يبقى هؤلاء بعيدون عن الرقابة. وحسب صحيفة الصين اليومية التابعة للحكومة، فان نحو 65% من حالات الحمل غير المرخص با يحدث في العادة لدى النساء المهاجرات من الريف إلى المدينة.
إذا كان الأمر يتعلق بإنجاب ولد، فلا حديث عن تكاليف باهظة هنا يقول السيد لييو الذي أنجب خمسة بنات وولد "لقد دفعت الكثير من المال في شكل مخالفات لقانون "سياسة الولد الواحد"، لكنه كان علي أن أنجب ولدا" ويعمل لييو مديرا لشركة بيع الأثاث وينحدر من أسرة تعيش في الريف الصيني حيث يحق لها إنجاب ولد ثان في حالة كانت نتيجة الحمل الأول هي إنجاب بنت.
أما إنجاب خمسة بنات فهذا أمر مبالغ فيه، إلا أن الغرامات (جزء من الدخل السنوي المتوسط) التي تفرض على مزارعين من أمثال لييو لا تمنع هؤلاء من إنشاء أسرة كبيرة أكبر مما هو مسموح به في الصين.
أما في المدن فالأمر يختلف، فالرقابة على الأزواج صارمة جدا. والى غاية التسعينات من القرن الماضي كانت الحكومة الصينية هي التي تحدد من من المواطنين يمكنه الحمل والإنجاب "في هذه الفترة كانت مسؤوليتنا الشخصية في أن نجعل من الصين بلدا غنيا من خلال سياسة تحديد النسل" هذا ما تقوله السيدة لي من إدارة التخطيط العائلي في العاصمة بكين "كان الأمر أكثر سهولة من الوقت الراهن: كل الصينيين كانوا يعملون في شركات مملوكة للدولة وهذا ما يجعل الرقابة أسهل بكثير."
وترى السيدة لي أن المجتمع الصيني بدأ يتغير بعد إجراء الإصلاحات الاقتصادية، فالمواطنون باتوا لا يصغون تلقائيا لسياسة التخطيط العائلي، وتخشى من أن تكون النزعة الفردية لدى الجيل الأول من البالغين أكبر من أن تسمح إحداث موجة جديدة من المواليد في الصين. ومع ذلك تستمر السيدة لي في ترديد مقولتها: أنجب ولدا ثانيا إذا توفرت لك الفرصةفي ذلك. تقول لي "في سنوات الخمسينات اختار والدي تكوين أسرة بطفل واحد بشكل طوعي لنهما كانا يعتقدان أن ذلك مناسب جدا لاقتصاد الصين، لكن كم كنت أشعر بالوحدة طيلة سنوات حياتي