نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


الحالة الداعشية في العالم العربي




الحالة الداعشية تتعدى الحالة البغدادية إلى جملة من "الداعشيات" الفكرية والسلوكية والثقافية التي تميز حياتنا العربية، وهي في مجملها إقصائية إلغائية بحق الآخر


 .

لعل أبرز ما في الداعشيات العربية المعاصرة هي الوحشية المفرطة، والإيغال في الدم إلى حدود لم يكن يتصورها أحد، ولعل واحدة من إيجابيات الثورات العربية أنها كشفت بربرية الأنظمة العربية الديكتاتورية الشمولية المستعدة لإبادة شعوب بأكملها من أجل البقاء في السلطة.

ربما يكون ما فعله العقيد الطاغية معمر القذافي دليلا مهما على عمق الأزمة الداعشية في الوطن العربية، فداعشية القذافي تراوحت بين استئجار مرتزقة من جميع أنحاء العالم لمواجهة الشعب الليبي الثائر، وإعطائهم رخصة مفتوحة للقتل، ولعل محاولة القذافي تركيع مدينة مصراتة ودفعها للاستسلام تقدم صورة واضحة عن "داعشية القذافي" غير المحدودة، فقد قصفها بالطائرات والصواريخ وأمطرها براجمات الصواريخ وحاصر المدينة حصارا شديدا لمدة شهرين كاملين، وعندما أعيته الحيلة لم يجد مانعا من تسميم خزانات المياه التي يشرب منها أهل مصراتة في محاولة لقتل كل سكان المدينة المقاومة التي لم تستسلم ولم ترفع راية بيضاء، والأمر الآخر هو قصف مدينة بنغازي وحشد آلاف الدبابات والمرتزقة وراجمات الصواريخ لقتل سكان المدينة التي كانت منطلق الثورة الليبية، ولولا تدخل الطيران الفرنسي، لدمر القذافي مدينة بنغازي على من فيها، هذا الفعل الإجرامي المنفلت من عقاله ليس أكثر من حالة داعشية قل نظيرها في العالم العربي.

أما قمة "الداعشية" عند القذافي فهي عندما وقف ليخطب ويسأل الليبيين الثائرين باستنكار "من أنتم؟" ويتهمهم بأنهم يتعاطون المخدرات والحبوب والحشيش، فداعشيته منعته من تصديق ثورة ما كان يعتبره "الشعب المدجن".

هذه الحالة الذهولية عند القذافي تعكس "داعشية مفرطة" فقد كان يعتبر نفسه إلها "واجب الحب"، أي على كل الليبيين أن يحبوه ويبجلوه ويوقروه بوصفه "أبا ومرشدا وقائدا وزعيما ومرجعا وملكا للملوك" وهي الألقاب التي كان يتخذها فعلا" وهنا يمكن أن نستخدم مصطلح "داعشية الحب" على هذه الحالة التي تعني الحب بالإكراه، والتي يمكن ترجمتها بالتالي "أحبوني وإلا قتلتكم" أو "أحبوني وإلا سممت مياهكم"، وهذا النوع من الداعشية يشكل حالة غريبة خاصة ينسجم معها شعار آخر ألا وهو "أحكمكم أو أقتلكم".

لقد قتل القذافي ما يقرب من 70 ألف ليبي وارتكب إبادات ومجازر ومذابح جماعية في كل أنحاء ليبيا في واحدة من أبرز التجليات الداعشية الحديثة في العالم العربي.

لا يمكن اعتبار القذافي مؤسسا للداعشية العربية الحديثة، لأن التأسيس يعود إلى حافظ الأسد الذي قتل في مذبحة جسر الشغور ما يزيد عن 10 آلاف سوري وفي حماة عام 1982 ما يربو على 40 ألف سوري قتلوا نتيجة القصف "الداعشي الأسدي الأعمى" الذي استباح المدينة بطريقة همجية بربرية هولاكية.. وهذا يدفعنا لتسليط الأضواء على الحالة الداعشية في سوريا وهي حالة مستمرة منذ نصف قرن تقريبا.
----------
الشرق


سمير الحجاوي
الخميس 5 مارس 2015