نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


أنتونيلا ليونى تعرض بالقاهرة " الإبرو ..فن أنماط الصخور"





القاهرة - حجاج سلامة - ضمن مساعيه ليكون محطة من محطات الثقافة والفنون بمصر، والتحول إلى منصة فكرية وثقافية ، تطل منها إيطاليا بفنها وفنونها على العرب والأفارقة ، عبر بوابة العاصمة المصرية، القاهرة، استضاف المركز الثقافي الإيطالي بمصر، معرض الفنانة الإيطالية " أنتو نيلا ليونى" ، والذى حوى 25 لوحة ، من لوحات " الإبرو .. فن أنماط الصخور "، كما تسميه أوروبا، أو الرسم على الماء، كما يسميه العرب.


 
الدكتور باولو ساباتينى، مدير المركز، والمشرف على المراكز الثقافية الإيطالية، بقارتى آسيا وأفريقيا، قال لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) " معرض أنتونيلا ليس الأول ، ولن يكون الأخير، وأنه يسعى لاستغلال تواجد مركز بالقاهرة، قلب الوطن العربي، ومقصد كثير من الأفارقة، لتحقيق تلاقٍ دائم بين ثقافة وفنون بلاده ، ومختلف الفنون العربية والإفريقية والآسيوبة، وتوضيح نقاط الالتقاء بين تلك الثقافات والفنون في الماضي والحاضر وخلق نوع من التفاعل البناء، بين فناني إيطاليا ومثقفيها ومفكريها، وبين نظرائهم من المصريين والعرب والأفارقة والاسيويين."

وأضاف بأن الفنانة الإيطالية أنتونيلا ليونى، هى أحد الوجوه الفنية الإيطالية، التي اتخذت من القاهرة، سكنا ، ومصدرا للإبداع، والنهل من معين الثقافة الإسلامية والعربية، وأن معرضها حول فنون الإبروا، هو واحد من كثير من المعارض، التي اقامتها للوحاتها، مثل معرض الخط العربي، الذى أجادت في توظيفه بلوحاتها وزخرفاتها ومنمناتها العربية والإسلامية.

ويقول الناقد والمؤرخ الفنى المصري، فرنسيس أمين، إن أنتونيلا ليونى، فنانة تشكيلية إيطالية، جذبتها الزخرفة الإسلامية، وخطوط المصاحف ، خلال دراستها للحضارة والفنون الإسلامية، بلندن، فقررت الإنتقال للإقامة بالقاهرة، ودراسة اللغة و الخطوط العربية، وتمكنت من إكتساب حرفيات وفون الكتابة العربية، بخطوط مختلفة، وصارت أحد الأسماء المعروفة بين الخطاطين بمصر وبلدان المنطقة العربية، وصارت تقام المعارض للوحاتها ، التي أبدعتها بخطوط عربية لافتة، وقد جالت بأناملها بين فنون عدة بينها بجانب الخط العربي، فن الرسم على الماء، أو الإبرو، ويعد معرضها المقام بالمركز الثقافي الايطالي بالقاهرة، نقلة مهمة في مسيرتها الفنية .

وانتونيلا ليوني، صاحبة معرض " الإبرو .. فن أنماط الصخور " ولدت في ايطاليا وتعيش في القاهرة حاليا .

وحصلت علي دبلومة الفن الآسيوي في المتحف البريطاني، من كلية رويال هولواي بجامعة لندن ، كما نالت شهادة في الفنون الكلاسيكية والزخرفية في العالم الإسلامي مع مرتية الشرف، وذلك في عام 2003.

وقد درست انتونيلا ليونى الفنون العربية والإسلامية والآسيوية، علي يد الدكتورة صبيحة الخمير، وينبع اهتمامها بالثقافة الإسلامية والعربية، من احترامها لمختلف الثقافات وتقديرها لشعوب العالم العربي والإسلامي، بوجه عام.

وتدرس انتونيلا ليونى، في الوقت الحالي، في اكاديمية الخط العربي بباب اللوق في العاصمة المصرية، القاهرة، وذلك بهدف تعزيز معرفتها بجميع عناصر الفن الإسلامي الأساسية ، وهى الخط والزخرفة.

وتقول انتونيلا ليونى، أن فنون الخط العربي، ولوحاته صارت تجتذب أنظار عشاق الفنون بالعالم، وأن صالات مزادات التحف التحفية ، صارت تعرض لوحات من الخط العربي.

وأضافت أنها تكثف جهودها لمعرفة المزيد من اسرار اللغة العربية، وخطوطها، وأنها ستبقى في القاهرة لدراسة تلك اللغة وفنون خطوطها، طالما بقيت على قيد الحياة.

أما عن بداية علاقتها بفن الإبرو الذى كان عنوان معرضها الحالي بالقاهرة، فكان خلال ملتقي القاهرة الدولي لفن الخط العربي، الذى أقيم في عام 2015 ، هو بوابة انتونيلا ليونى ، للتعرف علي فن الإبرو ، وهو فن تركي يقصد به الرسم علي الماء.

ووتقول أنتونيلا ليونى ، أن فن الإبرو، يعد من أقدم الفنون التركية التي كانت تستخدم في تجليد الكتب وصنع إطارات لوحات الخط العربي ، وتعني كلمة إبرو "سحب"، وهي تعبير مجرد للفن الإسلامي ، لا سيما في أقدم وابسط صوره التي يطلق عليها "Batal Ebrusu" .

ويعرف هذا الفن في الغرب باسم " فن أنماط الصخور" ، وهو يستخدم في رسم الإطارات الزخرفية حول لوحات الخط العربي، ورغم أن هذا الفن هو ابسط أشكال الإبرو ، فإنه الأصعب من حيث تحقيق النتائج المطلوبة .

ويُعد الصبر والعزيمة والقدرة علي التكيف هى سمات اساسية ينبغي أن يتحلي بها الفنان عندما تخرج القطرات عن سيطرته .

وبحسب قول أنتونيلا ليونى، فإن كل عمل في مجال فن الإبرو هو عمل فريد من نوعه ولا يمكن استنساخه علي الاطلاق. ولهذا السبب ترغب انتويلا في إعطاء اسم شخص لكل عمل من اعمالها في مجال فن الإبرو .

ويمكن اعتبار فن الابرو التجريدي تعبيرا عن التفاني، وتستخدم فيه عناصر الارض مثل الماء والأصباغ والهواء، ويجب إعداد كل عنصر بعناية .وهو فن يتطلب قدرا كبيرا من الطاقة حيث يتعين الانتهاء من العمل الفني في بضع دقائق . وقد أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو " هذا الفن ضمن قائمة التراث الثقافي، غير المادي للبشرية، وذلك في عام 2014 .

ويستخدم فنانو الإبرو فرشاة رسم خاصة بهم، حيث يستخدمون شعر الحصان، ويلفونه حول سيقان الزهور، ثم يتركوها في إناء للصبغة، من أجل الحصول علي الشكل المموج اللازم لـ "battal Ebrusu "،ويتطلب هذا النوع من الفن مستوي عالٍ من المعرفة والمهارات، التي يتم نقلها شفهيا من خلال التدريب العملي .

وإلي جانب استخدام الورق الذي يحمل رسومات شبيهة بالرخام في أغراض الديكور، فقد كان يستخدم أيضا لتجنب عمليات التزوير نظرا لأن المستندات الحكومية الهامة والاتصالات الرسمية، يلزم حمايتها من أي تغيير في خلفية الاشكال الملونة في أي عمل فني، من هذا النوع ،يكشف عما إذا كان قد تم حذف أو تعديل أي عبارة مكتوبة.

ويعود هذا الفن التركي إلي منتصف القرن التاسع عشر، حيث ظهرت مجموعة من رواد هذا الفن، المرتبطين بأحد فروع الفن الصوفي، في Ozbekler Tekkesi. ويعتبر "صادق افندي" - الذي توفي في عام 1846- هو أول من أنشأ هذا اللون من الفن، والذي يقال أنه قد تعلمه في بخاري، ثم علمه لإبنيه أدهم وصالح.

وبناء علي ذلك فقد ذكر العديد من فناني الابرو الأتراك، أن هذا الفن قد انتقل إلي الصوفيين علي مدى قرون، وذلك بالرغم من عدم وجود أدلة قاطعة علي ذلك.

وعلي مدي قرون، ظل عدد الفنانين الذين ينتجون الورق الذي يحمل رسومات شبيهة بالرخام محدودا، نظرا لحرصهم علي الحفاظ علي معرفتهم ووصفاتهم وأدواتهم السرية، ونتيجة لذلك يعتبر فن الإبرو، مقصورا علي فئة معينة من الحرفيين

الإيطالية انتونيلا ليونى، سبق أن اقامت معارض للوحاتها من الزخرفات والمنمنات والخطوط العربية، التي قدمتها برؤية ونكهة أوروبية، بجانب لوحاتها من فن الإبرو، أو الرسم على الماء، أوفن أنماط الصخور، في كل من الامارات العربية المتحدة، وبريطانيا، ومصر بجانب إيطاليا.

حيث اقامت أول معرض لها بمنطقة الخليج العربي، بقصر الفنون، بالعاصمة الإماراتية أبوظبى، بجانب الإعداد لإقامة معرض بمدينة فينسيا بموطنها في إيطاليا، وتنقلت بلوحاتها في مصر، ما بين معرض وآخر ، من بيت الأمير طاز، إلى دار الأوبرا المصرية، ثم إلى المركز الثقافي الايطالي في القاهرة، ثم قاعة المعارض بقصر ثقافة مدينة الأقصر

حجاج سلامة
الخميس 1 مارس 2018