نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


أبو محمد الجولاني : الشاهد الملك لإدانة النظام السوري





هل أدى ظهور أبو محمد الجولاني في قناة – رعاية تنظيم القاعدة – إلى فك طلاسم القاعدة في سوريا، وتالياً في العراق والعالم الإسلامي ومدى ارتباط هذا التنظيم بأجهزةالاستخبارات العالمية؟ بكل تأكيد الإجابة بالنفي، لكن قدم إشارات بالغة الخطورة فيما يتعلق بالصراع في سوريا ،وعلى سوريا والسورين ،هذه الإشارات واضحة وضوح الشمس رغم كل الظلام الذي يلف تنظيم القاعدة في سوريا ،ومدى ارتباطه بالنظام السوري، وساعد في هذا الموضوع ضعف الجولاني الثقافي والديني والسياسي .


 

هذه الإشارات يمكن تبويبها واختصارها بأربعة نقاط محورية في مسار الثورة السورية واختطافها وانحرافاتها المتعددة .
النقطة الأولى تأكيد أبو محمد الجولاني رواية النظام القاتلة عن الثورة السورية منذ اليوم الأول في الثامن عشر من آذار عام 2011 ،عندما اتهم منظمات ارهابية اسلامية بقتل المدنيين ورجال الأمن وكانت التهمة صريحة – فتح الإسلام -ومع النفي القطعي من أنور رجا ، المسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، راحت رواية النظام تتهم في العموم العصابات المسلحة ،حتى كانت غزوة الجولاني في السابع والعشرين من كانون أول عام 2011 وتفجير فرع المنطقة – في منطقة الجمارك وقامت الرواية الرسمية للنظام باتهام الإخوان المسلمين. الاخوان نفوا علاقتهم بالتفجير وكشفوا ارتباط الموقع الذي صممه الجيش الالكتروني باسمهم ، وبقى النظام يتخبط ، لكن ينسبه للارهاب الإسلامي، وكشفت ايميلات الرئيس المسربة رسالة من حسين مرتضى، مراسل قناة العالم، يحذر من التسرع في اتهام المعارضة. الجولاني اعترف وعدد جميع المواقع التي تم التفجير فيها، وأكد  مسؤولية جبهة النصرة عن جميع هذه التفجيرات، وأضاف عليها تفجير فرع الدوريات دون أن يعرف اسمه، والمخابرات الجوية في ساحة التحرير والأمن الجنائي في الجمارك وفي حلب وديرالزور، وهذا التأكيد لرواية النظام يعطي المبررات لما قام به النظام ويقوم به، رغم جهل الجولاني بأسماء الأفرع الأمنية التي  استهدافت بالتفجير، فهو يقول تفجير أمن الدولة في السابع والعشرين وتفجير أمن الدولة كان بعد ذلك التاريخ بشهور، أما التفجير الذي حدث في ذلك التاريخ كان في فرع المنطقة ! ويدحض الجولاني جميع روايات الثوار، عن افتعال النظام  هذه التفجيرات، وقد ظهرت العديد من الدلائل من خلال الاخطاء التي وقع فيها النظام ، كتفجير الميدان، حيث كان المصور يضع الأكياس ليصورهم، وجندي ينظر إلى الناس ويستلقي، وكذلك يتناقض الجولاني مع نفسه في نقطتين : أنهم كانو سبعة عندما دخلوا أرض الشام ! فكيف لهذا العدو أن يخترق هذه  المربعات الأمنية ؟

نسي الجولاني أن تاريخ الإفراج عنه كان بعد الإفراج عن زملائه ،أحمد عيسى وحسان عبود وزهران علوش بشهر، مما يعني أن إطلاق سراحه كان في الشهر التاسع من العام 2011 فكيف تنسجم روايتة مع الاحداث التي ذكرها .

النقطة الثانية يؤكد أبو محمد الجولاني أنهم في مسار واحد لما حدث في الستينات في مصر والثمانيات في سوريا وتجمعوا في افغانستان ثم العراق وكانوا ينتظرون التوقيت لدخول الشام ، وجاءت الثورة فرصة لهم لدخول ارض الشام، وهنا يؤكد له هذه النقطة تيسير علوي ويوافقه ليعيد إنتاج ما قاله الأسد أن سوريا ستكون أفغانستان، ويعيد إنتاج مجمل الرواية عن أن القاعدة استفادت من الاضطراب لتدخل سوريا، وهنا يلغي الجولاني الثورة وكل ما أنتجته ليختصرها بفكر القاعدة، ويختصرها برؤيته لأرض الملاحم وقيام الساعة .

النقطة الثالثة ادعاء الجولاني أن التنظيم ملتحم مع الشعب السوري، والشعب من يحمي جبهة النصرة، وبعيداً عن صحة هذه الإدعاء ونسبة تقبل الشارع للجبهة . إن هذه النقطة على درجة بالغة من الخطورة ، وتتقدم على الأفكار الأخرى لانها تعطي المبررات لقصف النظام للأحياء الشعبية وتدميرها، لأنها بذلك تكون حاضنة للقاعدة .. وتزداد خطورتها مستقبلاً وهنا تدخل النقطة الثالثة:

يرى الجولاني أنهم وتنظيم “داعش” شيء واحد، وما حصل بينهما هو  مجرد خلافات داخل البيت الواحد، ويرفض أن يميز تنظيمه عن “داعش” البغدادي، وهنا مقتل الصوت “العقلاني” داخل جبهة النصرة من البسطاء الذين وجدوا أنفسهم في التنظيم لمقاومة النظام ، وهذا التيار يحاول استيعاب  “داعش” ، وعزل أمرائها الدخلاء. ينفي الجولاني كل هذا  التمايز ويضرب نمطاً من التفكير يعتقد الكثير من حملته ،انها انفصلت عن “داعش”، وتمايزات في الفكر والسلوك.

النقطة الرابعة هي الموقف من جنيف 2 ، جزم أبو محمد الجولاني أن المؤتمر إحياء للنظام الميت! هذه القراءة سياسياً صفر، لأن النظام لا يمتلك ولا يريد أي حل سياسي، وأعلن من الأيام الاولى للثورة الحل الأمني في الوقت الذي كان يستطيع الحديث فيه عن حل سياسي ورفضه، فكيف يستطيع اليوم امتلاك الدخول في حل سياسي وقد أصبحت سوريا مستودعات للسلاح. ثم يقرر مع توريط تيسير علوني عند سؤاله عن تأثير التقارب الإيراني – الامريكي عن الوضع في سوريا، يقرر الجولاني وينجر إلى فكرة المؤامرة الكونية ضد السنة، ويصبغ الثورة بالطابع الطائفي الذي يخدم مقولة النظام وروايته التي أعلنها منذ الثالث والعشرين 2011 على لسان مستشارة الرئيس الإعلامية والسياسية بثينة شعبان ثم كررها الرئيس في خطابه الأول 30 آذار 2011

مجمل لقاء الجولاني جاء ليؤكد رواية النظام وذرائعه ، وجاء في هذا التوقيت الذي يسبق مؤتمر جنيف 2،  ليعطي مصداقية مفترضة لمقولات النظام حول ثورة الشعب السوري وإرادته وحرفها إلى قضية ارهاب وفوضى، وتأكيد لجميع انحرافات الثورة التي خطط لها النظام وأجبر الشعب على اللجوء إليها ، وهو إختطاف جديد لإرادة الشعب السوري .ويبقى السؤال مشرعاً .. لماذا الجزيرة ؟ ولماذا انعدم  الحوار من اللقاء ؟ ولماذا التأكيد على نقاط محددة ؟ ولماذا تستمر المحرقة السورية عبر الإعلام ؟ ولماذا ذكرني بالشاهد الملك ؟.

------------------------------------------

  - البديل


ياسر بدوي
الاثنين 30 ديسمبر 2013