نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عامٌ من الألم

19/09/2024 - الياس خوري

الصراع على دمشق.. إلى متى؟

13/09/2024 - جمال الشوفي

( ماذا نفعل بالعلويين؟ )

12/09/2024 - حاتم علي

(عن الحرب بصفتها "الأهلية" ولكن!)

07/09/2024 - سميرة المسالمة *


تقرير للكونجرس: القاعدة غير قادرة على الإطاحة بنظام الرئيس صالح لكنها ستبقى قنبلة موقوتة




صنعاء – ياسر العرامي - كشف تقرير صادر مؤخراً عن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي أن ما يقرب من 36 مسجوناً أمريكياً سابقاً توجهوا إلى اليمن العام الماضي 2009م بحجة دراسة اللغة العربية، وأن الكثير منهم قد اختفى، ويعتقد أنهم انخرطوا في صفوف تنظيم القاعدة وأوضح التقرير الذي جاء بعنوان "القاعدة في اليمن والصومال.. قنبلة موقوتة" أن لجنة العلاقات الخارجية أجرت مقابلات مع مسؤولين في المخابرات الأمريكية والذين أكدوا توجه 36 مسجوناً أمريكياً يعتقد أن كثيراً منهم يتم تدريبهم في معسكرات تابعة لتنظيم القاعدة في مناطق منعزلة داخل اليمن


الرئيس اليمني علي عبد الله صالح
الرئيس اليمني علي عبد الله صالح
وأبدى مسؤولون أمريكيون تخوفهم من قيام الأمريكيين بعمليات "إرهابية" خاصة وأنهم يحملون جوازات سفر أمريكية.

وأوضح التقرير أن عددًا من الأمريكيين الذين يتحولون للإسلام ويتم تجنيدهم من جانب القاعدة يرتكزون بصورة كبيرة في اليمن ويُعد أنور العولقي المولود في الولايات المتحدة الأبرز في هذا الشأن.

وكشف التقرير الصادر بتاريخ 21 يناير الماضي عن مدى التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة لاسيما في ظل "التكتيكات التي تتبناها القاعدة وتغيير جبهاتها من وقت لآخر بحسب الأوضاع الأمنية".

وقال إن عناصر القاعدة بحثت عقب العمليات العسكرية الأمريكية والغربية في العراق وأفغانستان عن موطئ قدم لها في المنطقة القبلية على الجانب الباكستاني من الحدود مع أفغانستان وهو ما تنبهت له الولايات المتحدة وباكستان ودفعهما للقيام بعمليات عسكرية واستخباراتية مشتركة ضد معاقل التنظيم، أدت بصورة واضحة إلى فرار عديد من العناصر المسلحة وتوجهها إلى مناطق جديدة تمثلت بصورة رئيسة في شمال إفريقيا وجنوب آسيا وإن كانت الساحة اليمنية هي الساحة الأبرز في هذا السياق. حد تعبير التقرير.

وأضاف التقرير إن تنظيم القاعدة يحاول استغلال الضعف التي تعاني منه الحكومة المركزية في اليمن لتوسيع نشاطاته داخل البلد، مضيفاً أن الأزمات الداخلية أوجدت بيئة مواتية لنشاط القاعدة خاصة بعد عجز الحكومة من بسط سيطرتها على مساحات واسعة من الدولة، والمشاكل الأخرى (التمرد الحوثي، وحركات الانفصال) والتي أدت إلى مزيد من الإضعاف للحكومة اليمنية ومنعها من توحيد جهودها لمواجهة القاعدة، وهو ما أكده وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي الذي قال "إن التمرد الحوثي والحركات الانفصالية صرفت انتباه الحكومة عن ملاحقة عناصر القاعدة العام الماضي".

وأشار إلى أن ندرة الموارد الطبيعية المتوافرة في اليمن وازدياد معدلات الفقر، وارتفاع معدل النمو السكاني قد شكلت عوامل مساعدة لتنظيم القاعدة لتوسيع دائرة تواجده باليمن خاصة بعد الضربات المؤثرة التي تلقاها عناصره في السعودية.

وأكد التقرير أن التنظيم ليس لديه قدرات كافية للإطاحة بنظام الرئيس عبد الله صالح، لكنه قادر على القيام بعمليات واسعة النطاق وبالغة الأثر متمثلة في استهداف المصالح الأجنبية والمنشآت النفطية، حيث كانت عملية السفارة الأمريكية في صنعاء 17 من سبتمبر 2008 وما خلفته من ضحايا أكبر دليل على ذلك.

ويخلص التقرير إلى أن الأوضاع المتردية في اليمن ساهمت بشكل كبير في إيجاد بيئة مواتية لتنظيم القاعدة وهو ما تنبه إليه المسئولون الأمريكيون إذ اعتبروا أن اليمن أصبحت ملاذًا آمنًا للعناصر المتطرفة بما يشكله ذلك من تهديد للمصالح الأمريكية وبالتالي سعت الحكومة الأمريكية إلى تقديم مزيدٍ من الدعم للحكومة اليمنية حيث قررت تقديم ما يزيد عن 50 مليون كمساعدات اقتصادية وعسكرية لليمن.

وقال "إن التعامل مع التهديد الإرهابي يجب أن يتم من خلال منظور متعدد الأبعاد لا يحصر تلك القضية في الجانب الأمني فقط ولكنه يتجاوزه لمحاولة إيجاد حلول جذرية للأسباب التي تشكل بيئة مناسبة لنمو التطرف مثل تزايد معدلات الفقر والأمية وتردي الأوضاع الاقتصادية وانتهاكات حقوق الإنسان".

وأضاف التقرير أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أصبحت "منظمة طموحة لديها القدرة على استخدام وسائل غير تقليدية في الاستقطاب وتنفيذ الهجمات ضد الأهداف الأمريكية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو أبعد من ذلك"، مشيراً إلى تصريحات لمساعد الرئيس الأمريكي لشئون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب الذي قال "إن القاعدة أثبتت خلال السنوات الأخيرة قدرتها على التكيف مع الظروف وتمتعها بدرجة عالية من المرونة وأنها التهديد الإرهابي الأخطر الذي نواجهه كأمة".

وأشار إلى أن محاولة تفجير الطائرة الأمريكية على يد النيجيري "عمر فاروق عبد المطلب" عشية عيد الميلاد مؤخرًا، قد كشفت عما يمثله تنظيم القاعدة من تهديد للمصالح الأمريكية، وهو المتهم الذي تلقى تدريبات في أحد المعسكرات التابعة للقاعدة في اليمن.

واعتبر التقرير أن هذه المحاولة "الإرهابية" تعد بمثابة إشارة واضحة على التهديد الجديد الذي تُشكله شبكة "إرهابية" لطالما اعتبرت أنها تهديد إقليمي فقط وليست تهديدًا عالميًّا، ويزداد الأمر خطورة مع التكتيكات المستحدثة التي تتبناها القاعدة في استقطاب عناصر جديدة لها خاصة مع السعي لاستقطاب مواطنين أمريكيين لتنفيذ عمليات وهجمات إرهابية داخل الولايات المتحدة.


وزاد التقرير: "إن عملية عيد الميلاد الإرهابية تشير بدرجة أو بأخرى إلى قدرة تنظيم القاعدة على توسيع دائرة استقطابه ليتمكن من جذب عناصر غير تقليدية داخل تنظيمه فالمتهم في تلك العملية هو شاب نيجيري يدعى "عمر فاروق" وكان لديه تأشيرة تعليم باليمن تجاوزت مدتها، وحصل على تدريب على استخدام المتفجرات في أحد المعسكرات التابعة للقاعدة هناك".

وينتقل التقرير إلى تناول قدرات تنظيم القاعدة في اللحظة الراهنة، فعلى الرغم مما يمثله من تهديد للمصالح الأمريكية فإنه قد تلقى التنظيم ـ حسب التقرير ـ العديد من الضربات خلال السنوات الأخيرة كان أبرز ملامحها انخفاض قدرة القاعدة على تنفيذ "عملية واسعة النطاق" وفقاً لمدير المخابرات الوطنية الأمريكية الذي قال "إن القاعدة اليوم أضحت أقل قدرة وفاعلية مما كانت عليه منذ عام 2008".

ويلاحظ أيضاً ـ طبقاً للتقرير ـ انخفاض الدعم والمساندة الشعبية لتنظيم القاعدة في صفوف المسلمين، حيث أطلق قائد تنظيم القاعدة بأفغانستان "مصطفى أبو اليزيد" رسالة صوتية في يونيو 2009 يطالب فيها بمزيد من الأموال "لأن عناصر التنظيم تُعاني من نقص ملحوظ في الغذاء والأسلحة وغيرها من الإمدادات".

ويقول التقرير إن العمليات العسكرية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ساهمت في فقدان تنظيم القاعدة العديد من عناصره البارزة وكوادره القيادية باستثناء "أسامة بن لادن" و"أيمن الظواهري" وهو الأمر الذي استنزف قدرات التنظيم بصورة واضحة

ياسر العرامي
الاثنين 8 مارس 2010